أخبار عاجلة
النائب عبدالرحيم الغول
النائب عبدالرحيم الغول

السيرة أطول من العُمر| لمحات من حياة “الغول”.. وضع نجع حمادي على خريطة مصر

يكتبها: كمال النجمى

كنت في العاشرة من العمر، وبينما كنت أسير في الشوارع بمدينتي الصغيرة، كنت ألمح صورًا معلقة علي الجدران وعلي أعمدة الانارة وعلي واجهات المحلات التجارية ومحتوي هذه الصور واحد هو، انتخبوا عبد الرحيم الغول، مرشح الشباب لمجلس الشعب، ورغم عدم فهمي لطبيعة المعركة الانتخابية، إلا أن نتائج الانتخابات أسفرت عن فوز مرشح الشباب الغول، بمقعد المجلس واستمرت الرحلة.

شخصية اليوم شخصية سياسية في المقام الأول ثم برلمانية قيادية اجتماعية اقليمية وقومية، هو انسان في المقام الأول، اتفق معه أو أختلف في منهجه السياسي، لكنك لن تستطيع إلا أن تحترم تاريخه السياسي الذي بلغ أربعين عامًا، عضوًا في مجلس الشعب منذ عام 71 وحتي عام 2010.

رحلة طويلة شاقة مضنية مثل فيها الرجل دائرة نجع حمادي كعضو يناضل من أجل متطلبات أهالي الدائرة، عضوًا ثم رئيسًا للكتلة البرلمانية لمحافظة قنا، فرئيسًا للجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب لمدة 18 عامًا، كان المسئول الأول عن طموحات شباب مصر من أقصي شمالها إلي أدني جنوبها، فشمر عن ساعد الجد، فكانت ثورة انشاءات مراكز الشباب في المحافظات والمراكز والقري بمصر كلها إلي انشاء حمامات السباحة الاوليمبية وصالات مغطاة بالمحافظات، ثم رئيسا لأكبر لجنة برلمانية في المجلس وهي لجنة الزراعة والرى،ثم ممثل الأغلبية بالمجلس عن الحزب الوطني، حيث كان أقدم نائب في المجلس بعد السيد كمال الشاذلي، وزير شئون مجلس الشعب وأمين التنظيم بالحزب الوطني.

حياة برلمانية كانت بمثابة تاريخ يكتب ويدرس وأداء برلماني عال وصوت يجهر بالحق ويصدع بالقوة، لا مجال للتردد، أهم مايشغله البحث عن حياة كريمة لأبناء الصعيد أهم مطالبه،لم يتوان عن خدمة الصغير قبل الكبير دون تفرقة لا نتماء قبلي أو طائفي، وكانت شقته المتواضعة جدًا بإحدي العمارات الشعبية بمنطقة الساحل، قبلة المواطنين ممسكين بطلباتهم التي يلبيها النائب في دأب شديد، حتي اكتسب حب وتقدير كل فئات المجتمع علي السواء.

أهتم الغول بقضايا الشباب والمرأة والمهمشين بتنمية القري، إلي جانب اهتمامه برصف الطرق وبناء المدارس ومشروعات الشباب مثل الطلائع ومنظمة الشباب ومكتب الطلاب الجامعيين وفصول التقوية، ونجح عن طريق ممارسته القوية بالمجلس في بناء قصر للتقافة ومركز للاعلام ومركز للشباب وصالة اوليمبية، وكذا عشرات مراكز الشباب الممتدة طوال النجع.

وربما لا يعرف الكثيرون أن النائب الغول قد أسهم بشكل ايجابي في فرش مساجد نجع حمادي وقراها بعد ضم المساجد الأهلية للأوقاف وكذلك دعمها بأجهزة الاذاعة الداخلية، إلي جانب كل ذلك كان رئيسًا للجنة القصب علي مستوي الجمهورية لسنوات طويلة.

النائب الراحل عبد الرحيم الغول، لا يخاف فصال وجال في البرلمان وأخرس أصواتًا أرادت للصعيد أن يكون مهمشًا، وأتي بالحكومة كاملة في بيته برئاسة الدكتور عاطف صدقي، وكان يفخر في خطبه بأن والده الشيخ اسماعيل هو الذي حثه علي اقتحام الصعب باعتباره من رجال التعليم.

لم يترك النائب طوال أربعين عامًا طلبًا لأي شخص يعرفه أو لا يعرفه إلا وأسرع بتنفيذه، وأنجب الغول، اسماعيل وهو الولد الوحيد علي أربع فتيات ويعمل بالكهرباء، والبرلمانية رحاب عبدالرحيم الغول، عضو مجلس النواب، وهي زوجة المستشار محمد الأشرف علي سليم، وأنهار الغول، طبيبة وهي زوجة الراحل المهندس أحمد عباس، والفتاة الثالثة، غادة زوجة النائب السابق، محمد عبد العزيز الغول، وهي عضو بالجهاز المركزي للمحاسبات، والأخيرة شيماء، زوجة النائب الأسبق، حسين فايز أبو الوفا، وهي تعمل كمدير عام للعلاقات العامة بمجلس الشعب.

الغول الذي وضع نجع حمادي على خريطة مصر بوضع جديد لافت مؤثر مقنع، ثم كانت وفاته استفتاء علي حب الناس له، فهو النائب الحاضر الغائب، أو ربما يكون الأصح لو قلنا الغائب الحاضر.. وإلي اللقاء في الحلقات القادمة من سلسلة السيرة أطول من العمر.

عن بتوقيت النجع

شاهد أيضاً

النائب عبدالرحيم الغول

40 عامًا تحت قبة البرلمان.. 12 محطة هامة في حياة عبدالرحيم الغول أشهر نواب الصعيد

تمر اليوم الأحد، الذكري العاشرة لرحيل أقدم برلماني في الصعيد، وأشهر نواب محافظة قنا، النائب …