الأهلي وبايرن ميونخ، مواجهة ينظر لها جميع مشجعي كرة القدم على اختلاف انتماءاتهم على أنها مواجهة تاريخية، تجمع ما بين بطل أفريقيا وبطل أوروبا في قبل نهائي كأس العالم للأندية.
وبعد فوز الأهلي الدحيل بهدف حسين الشحات، يشعر جماهير الفريق الأحمر بشعورين متناقضين، إذ يحلمون بكتابة التاريخ من خلال الفوز على بايرن ميونخ، وفي نفس الوقت يعدون ذلك مستحيلا من المستحيلات، وأن كان لا يوجد مستحيل في عالم كرة القدم.
وفي السطور المقبلة، نستعرض معا عزيزي القارئ، خمسة محاور في هذه المباراة، يمكنك تسميتها نصائح أو إرشادات أو حتى يمكنك وضعها في إطار “الفضفضة الكروية”:-
1- كرة القدم تعترف بالمنطق ..كثيرا
يقال دائما أن كرة القدم لا تعترف بالمنطق، وهذا أمر صحيح جدا، لكن في بعض الأحيان الكرة تعترف بالمنطق، ليس ذلك فقط، بل يصبح نسبة حدوث أي شيء عكس ذلك هو الجنون بعينه.
ولذلك فإن التعويل على مقولة أنه لا منطق في كرة القدم ليس سلاحا منيعا، فصحيح أن كرة القدم هي عبارة عن 11 لاعب ضد 11، إلا أن الفوارق أحيانا يكون لها دور كبير.
2- لا يوجد شيء تخسره
في حالة خسارة الأهلي أمام بايرن ميونخ، لن يكون الأمر كارثيا، فالفريق الأحمر سيلعب في مباراة تحديد المركز الثالث مع الخاسر من المباراة الأخرى بين تيجريس المكسيكي وبالميراس البرازيلي، وبالتالي فلديه فرصة لتحقيق المركز الثالث مرة أخرى ودخول سجلات التاريخ مجددا.
3- أعرف المنافس
أحيانا يتسبب الخوف الزائد في مثل تلك المباريات إلى الإشادة المبالغ فيها بالمنافس وتصويره على أنه لا يقهر، وكأن هناك فريق خلق لكي لا يخسر
هذا تصرف غير صحيح، بايرن ميونخ هو بطل أوروبا ، لكنه ليس فريقا لا يخسر مثلا، على سبيل المثال فقد افتتح بايرن ميونخ الموسم الحالي بفوز خرافي على شالكه (8 / صفر)، لكنه خسر في المباراة الثانية أمام هوفنهايم 1 / 4!.
كما أنه خسر أيضا أمام مونشنجلادباخ 2 / 3، وخرج من الدور الثاني في كأس ألمانيا على يد فريق مغمور في الدرجة الثانية (هولشتاين كيل) بضربات الجزاء.
4- أنظر إلى الجانب المضيء في تصريح المعز علي
بدلا من شتم المعز علي لاعب الدحيل على تصريحه الذي اعتبره الكثيرون تقليلا من الأهلي، يمكننا الاستفادة من كلامه في نقطة محورية جدا وهي الخوف المبالغ فيه من المنافس.
بايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا وجهان لعملة واحدة، فهما لا يرحمان الخصم خاصة وأن كان يتبع أسلوبا دفاعيا، ولك في برشلونة والمنتخب البرازيلي خير مثال
فمثلا في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، سجل بايرن ميونخ هدفا تلو الأخر، لأنه يعلم جيدا أنه يجب عليه أن لا يترك أي فرصة أو ضوء في آخر النفق لمنافسه، لأنه قد يستغله ، لذلك جاءت الأهداف الثمانية لتعبر عن ذلك.
الحال نفسه في مباراة المنتخب الألماني والبرازيلي في مونديال 2014، (7 / 1)فالفريسة مستسلمة وجاهزة للالتهام، ولا مانع من ذلك بالنسبة للألمان، والعامل المشترك بين برشلونة والبرازيل كان الخوف والتقدير الأكثر من اللازم للمنافس، الأمر الذي جعله يتراجع مختبئا في منطقة جزاءه لتلقي المزيد من الأهداف.
5- صور للذكرى
هذه المباراة مهما جاءت نتيجتها ستكون تاريخية، فهي فرصة كبيرة ليتابع العالم فريقا مصريا يقارع بطل أوروبا في مسابقة رسمية.
ولذلك فإن النظر لمواجهة بايرن ميونخ بهذا الشكل سيكون مريحا جدا، فأنت لا تنتظر مثلا أن يسخر منك الأخرون في حالة خسارة الأهلي، لأن الخسارة هي في قبل نهائي كأس العالم للأندية، وفي نفس الوقت إذا فاز الأهلي مثلا فذلك سيكون حدثا تاريخيا ستفتخر أنك عاصرته.
ستكون هناك صور للذكرى ، مثلا تخيل صورة من المباراة تجمع ليفاندوفسكي ومروان محسن، أو مانويل نوير يصافح الشناوي، وتخيل عبارات الإشادة من لاعبي بايرن ميونخ بفريقك، ذلك يستحق منك أن تكون في قمة هدوءك وأن تستمع بلقاء القمة بين بطلي أوروبا وأفريقيا .
كتب: محمد كمال
موضوعات متعلقة :