بتوقيت النجع
يكتبها: كمال النجمي
بجوار المسجد العتيق في مركز نجع حمادي، يقبع منزل بني علي الطراز القديم ولا يزال حتي اليوم بشكله القديم، شاهدًا علي تاريخ لن يمحي عن هذه الأسرة التي تسكن فيه وعن صاحب هذا البيت، الذي تولي الأمور والمقاليد في نجع حمادي، فصارت إليه القيادة والريادة والأصول والفروع والحكم والفصل.
تاريخ طويل وكبير لهذا الرجل الذي قاد سفينته بحكمة واقتدار حتي وصل إلي شاطئ الأمان، حيث ولد العمدة حسن عابدين محمد أبو العلا، عام 1921 بنجع حمادي في بيت أصيل فوالده عمدة نجع حمادي فنشأ وتربي في بيت ترفرف عليه الحكمة والمنبت الأصيل.
وصل العمدة حسن عابدين في سنوات التعليم حتي نهاية المرحلة الابتدائية، ثم قرر والده أن يبقيه الي جواره في مباشرة أعمال العمدية، وتزوج في حياة والده عام 1944 الزواج الأول وانجب أبنه “محمد”، ثم تزوج الزواج الثاني عام 1949، وبعد رحيل والده نُصبَ عمدة لنجع حمادي “البندر”.
كان نظام العمدة قديمًا يحل محل الهئيات الشرطية في حل النزاعات بين الأفراد وتقريب وجهات النظر في الأمور المختلف عليها، وقد حصل العمدة حسن عابدين علي رضا الجميع لحكمته وصبره علي الناس، وخبرته في إدارة شئون الأزمات، فقد قضي نهائيا علي تيار الثأر في نجع حمادي، وكان يحل مشاكل العائلات المتخاصمة في جلسة أو جلستين.
وقد استمر عابدين في منصب عمدة نجع حمادي من عام 1949 وحتي عام 1964، حين استبدلت الحكومة نظام البلديات أي يكون العمدة بالانتخاب فظل العمدة حسن عابدين في مكانه حتي عام 1966، ثم استبدل النظام مرة أخري بنظام المجالس المحلية، فأختير عضوًا بمجلس محلي مركز نجع حمادي، يؤدي عمله الشعبي بثقة واقتدار، وانضم أيضًا الي منظمة الإتحاد الاشتراكي كذلك التنظيمات السياسية في هذه المرحلة من تاريخ مصر.
ونظرًا لتأثيره الشعبي واعتمادًا علي علاقاته استعانت به الشرطة في حل النزاعات والمشاكل بين العائلات كذلك في حل مشاكل القري، أما عن حياته الخاصة، فقد كان أبًا حاسمًا لا يقبل رأيًا إلا من تفكيره وعقله، لكنه لا يفضل احدًا علي أحد ولا يميل إلي طرف دون طرف.
عمدة نجع حمادي الراحل، كان عاشقًا للسياسة عملا ومشاركة ومتابعة وتحليل الأفكار، وكانت له معارف لا نهائية في كل الأوساط والبلاد، لا ينحاز لطرف قبلي أو عرقي أو ديني علي حساب طرف آخر فاكتسب محبة وود الجميع، إلي جانب علاقته الطيبة التي جمعته بأقباط نجع حمادي، حيث كان يشاركهم أفراحهم وأحزانهم وأعيادهم ويعمل علي حل مشكلاتهم.
أما عن أصدقاءه المقربين فهم، الشيخ أبوالمجد علي أحمد، والشيخ أحمد السنغالي، والشيخ علي موسي، وثاقب بك، ورؤساء عائلات الرئيسية والشاورية والشيخ علي والعبادية في نجع حمادي.. وإلي لقاء في الحلقات القادمة من سلسلة السيرة أطول من العمر.
