في زمن كانت فيه مصر على شفا حفرة من الانهيار، ظهر رجل بقلب أسد، يحمل على كتفيه أمانة وطن، وبعين لا تنام كان يراقب المشهد العبثي الذي يتصدره جماعة لا تؤمن بالدولة ولا تعرف معنى الوطن.
عبدالفتاح السيسي، لم يكن يسعى لمنصب، ولا يلهث خلف سلطة، لكنه كان يرى شعبًا يُهان، ودولة تتفكك، وخرائط تُرسم في الغرف المغلقة لإعادة تقسيم المنطقة، وكانت مصر هي الجائزة الكبرى.
في صيف 2013، لم يكن القرار سهلًا، ولا التحدي بسيطًا، لكنه وقف في وجه العاصفة، واستجاب لصوت 33 مليون مصري خرجوا يهتفون في الميادين: “انقذونا.. مصر بتضيع”.
أخذ القرار وتحمل مسؤوليته كاملة، مخاطبًا العالم بأن الجيش المصري لا ينقلب على الشرعية، لكنه يحميها.. وأن الشعب هو مصدر كل شرعية.
منذ تلك اللحظة، لم يعرف الراحة، بدأ معركة البناء والتثبيت، واجه الإرهاب في سيناء، وحافظ على الدولة من مصير بلدان انهارت وتفككت، بنى العاصمة الإدارية، واستصلح ملايين الأفدنة، وأطلق مشروعات البنية التحتية العملاقة، اهتم بالقرى قبل المدن، ووضع الفقير قبل الغني، والريف قبل الأبراج.
أعاد هيبة الدولة، وفرض احترامها في الخارج، لم يسمح بتكرار سيناريو الفوضى، ولا ترك مصر رهينة لصراعات الخارج.. كانت كلمته واضحة: “مصر أولًا.. وشعبها في عيني”.
اليوم، وبعد أكثر من عشر سنوات على بيان 3 يوليو، لا يمكن لأي منصف أن ينكر أن السيسي أنقذ مصر من مصير أسود، وأعاد بناء مؤسساتها، ووضعها على طريق الجمهورية الجديدة.
قد يختلف البعض في التفاصيل، لكن الثابت أن التاريخ سيتوقف طويلًا أمام لحظة قال فيها رجل واحد: “لن نترك المصريين وحدهم”، وصدق.