حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 19 سبتمبر 2025م، الموافق 26 ربيع الأول 1447هـ بعنوان:
«النبيّ المعلِّمُ صلّى الله عليه وسلّم»، وذلك ضمن سلسلة زاد الأئمة والخطباء التي تصدرها الوزارة أسبوعيًا لتوحيد موضوعات خطبة الجمعة.
وأكدت وزارة الأوقاف أن الهدف من الخطبة هو إبراز دور النبي ﷺ في بناء شخصية المسلم الواعي، القائم على العلم النافع، والخلق الرفيع، والانضباط التربوي، وتجديد دوافع النجاح والإبداع، مستشهدة بقول الله تعالى:
{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}.
وفيما يلي نص الخطبة الاسترشادية كما نشرته وزارة الأوقاف:
الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، القائل في كتابه العزيز:
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله القائل:
«كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته…».
أيها الأحبة في الله:
إن من أعظم ما يميز رسالة النبي ﷺ أنه جمع بين العلم النافع والخلق القويم، فكان قدوةً للناس في القول والعمل، وغرس في نفوس أمته حب العلم، والصبر على طلبه، والحرص على تعليمه للآخرين.
أيها المسلمون:
إن الحياة مسئولية، والمسئولية أمانة، والإنسان فيها مطالب أن يؤدي دوره بما يرضي الله عز وجل، فيكون نافعًا لنفسه ولغيره، وأن يسعى إلى أن يترك أثرًا طيبًا من بعده. وقد قال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره}.
وقد ضرب النبي ﷺ وأصحابه أروع الأمثلة في التضحية في سبيل العلم والدين، حتى صاروا مشاعل هداية للأمة كلها.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
عباد الله:
إن العام الدراسي بداية حقيقية لبناء الإنسان المسلم الواعي، الذي يجمع بين العلم النافع والخلق الرفيع، وإن طريق العلم طريق الأنبياء والأولياء، لا يُنال بالراحة بل بالجهد والمثابرة. قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وإلى كل ولي أمر ومعلم ومربٍّ: اعلموا أن مسئوليتكم في تربية جيل واعٍ لا تقتصر على التعليم فحسب، بل تمتد لغرس القيم والأخلاق، وأن تكونوا قدوة حسنة في حب القراءة والتعلم المستمر.
وإلى المنظومة التعليمية كلها: اجعلوا مناهجكم متكاملة، لا تحصروا العلم في الكتب فقط، بل افتحوا العقول، وأوقدوا شعلة حب المعرفة في قلوب الطلاب، فمستقبل الأمة مرهون بتعاوننا جميعًا.
اللَّهُمَّ ابسُطْ في بلادِنَا مصرَ بِسَاطَ الأمانِ والاستقرارِ والنورِ والعلمِ النافعِ، ووفق أبناءنا لما تحب وترضى، واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين.