أخبار عاجلة
الدكتورة هبة عبد المعز
الدكتورة هبة عبد المعز

الدكتورة هبة عبد المعز مدرس الصحافة بكلية إعلام قنا تكتب: خارج الصندوق

قد بلغ الاختلاف فى وجهات النظر بيننا حد الخلاف وهو ما جعلنى أشعر بالدهشة ودفعنى للتعرض لموضوع أثار ضجة فى الشارع الحمادى عندما أقدم صاحب محل تجارى لعمل دعاية مدفوعة الأجر على موقع بتوقيت النجع لملابس محجبات، ورأى أن عرض الملابس على موديلز سيسوق للمنتج بشكل أفضل، وبصفتى دكتورة جامعية متخصصة فى الإعلام والميديا لم أجد فى الفكرة الترويجية للمنتجات ما يستدعى الهجوم على العارضات وسب أهاليهن وخصوصًا أنهن ارتدين ملابس يسير بها بناتنا فى الشوارع، وساءنى حالة اللاتدين في الاختلاف وقد انشغل مهاجمو الفكرة بالسب والإهانة ومحاولة النيل من الآخر في دعوات متصلبة لنصرة الدين والعادات والتقاليد دون أي احترام لاختلاف وجهات النظر وللرأي والرأي الآخر، وهو أبعد ما يكون عن مبتغى ما يدعيه هؤلاء من صلاح للدين أو للمجتمع وقد بحثت فيما يأمرنا به ديننا عندما نختلف فوجدت ما يضمن حق الآخر في أعلى مراتب الاختلاف وهو العقيدة دون التعرض له أو إكراهه على غير ما يرى، ونحن مأمورون في ديننا لا مخيرون عندما نختلف أن نتقبل الآخر، ولا نجادل إلا بالتى هي أحسن.

الدكتورة هبة عبد المعز

 

قال تعالي فى سورة الاسراء الآية 53 ( وَقُلْ لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)
 
وليس من السهل عندما يشتعل الخلاف أن تجد الآخر منصفا وموضوعيا لمن يختلف معه ، ولعل المتحدثين باسم الدين متخذين حجتهم الفساد والفتنه نسوا أن القرآن الكريم لم يترك أمر الاختلاف منفلتا دون ضوابط بل أقر الاختلاف كأمر إلهي أراده الله للبشر، ومما يلاحظ أن القرآن لم يحدد المواضيع المسموح الاختلاف حولها ، وإنما عمل على وضع منهجية إلهية للتعامل مع الاختلاف، أولها قوله تعالى فى سورة البقرة الآية :256 : ( لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى)، وثانيهما قوله تعالى فى سورة النحل الآية 125 : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وقد سبقت الحكمة الموعظة والمقصود بالحكمة معرفة حقائق الأشياء والموعظة هي القول اللين الذي يجعل الآخر يستجيب ويتعظ، والجدل لا ينزع من الآخر المختلف معه حق أن يكون كما هو، الأمر الذي يجهله فيما يبدو أكثر المختلفين، فمعنى احترام الرأي والرأي الآخر هو قبول الآخر كما هو والتعايش معه دون تجريح أو إهانة أو تقليل من شأنه، كل ما علينا أن نوضح له وجهة نظرنا مدعومة بالحجج والبراهين لإقناعه، وليس علينا فرضها ونقتدي في هدا بالسلف الصالح أصحاب أروع الأمثال في اختلاف الرأي مع حفظ الود بين الناس ونبذ البغضاء بينهم فالإمام الشافعي يقول (رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب).
 

وفي كثير من المواقف نتسرع في الحكم على الآخر دون أن نطلع على رأيه أو فكره معتمدين على السماع فقط، وندخل في خصومة غير مبررة وننسى قول الله تعالى في سورة الأحزاب الآية 58 (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)

 

ولعل ما قاله العلامة بن عثيمين: (إن من نعمة الله تبارك وتعالى على هذه الأمة أن الخلاف بينها لم يكن في أصول دينها ومصادره الأصيلة). يجعلنا نهدأ قليلا عندما ننزعج من الخلافات التي تنشأ، ولا نحولها لخصومة ومجال للخسارة ونحرص معا أن نكون من الفائزين حتى عندما نختلف.

 

موضوعات متعلقة :

«الهالوين في قنا».. أهالي يجوبون الشوارع بتقاليد نوبية لتهنئة الأسر: سعادة على كل شكل ولون  

قبل عيد الفطر بساعات.. تموين أبوتشت تضبط مخالفات ولحوم منتهية الصلاحية  

حادث اليم.. إصابة 20 شخصا بينهم 7 أطفال في انقلاب ميكروباص بطريق قنا سوهاج  

إغلاق كورنيش النيل والمتنزهات وحدائق نجع حمادي لمنع انتشار فيروس كورونا

لسه الحكاية مخلصتش.. تامر مرسى يعلن عن جزء ثانى من مسلسل هجمة مرتدة

طوابير على المطاعم.. «الكشري» إفطار أهالي نجع حمادي في العيد: عادة كل سنة

اللمة الحلوة.. «الملوحة» وجبة الأسر المفضلة في نجع حمادي وأبوتشت بأول أيام العيد  

ضعف حركة البيع والشراء على ملابس العيد في أبوتشت.. التجار: الكمامة والكحول أفضل

 

عن بتوقيت النجع

شاهد أيضاً

الشابو

أبوالمعارف الحفناوي يكتب| الكيف المُدمر..  انقذوا شباب قنا من خطر الشابو: خراب بيوت مستعجل

لا نستطيع أن ننكر جهود الأجهزة الأمنية بقنا، في الآونة الأخيرة من شن حملات متكررة …