المهندس محمد الجعفري.. أيقونة العطاء والعمل في صمت بجنوب مصر

في قلب صعيد مصر، تحديدًا في قرية كوم البيجا التابعة لمركز فرشوط بمحافظة قنا، يعيش المهندس محمد الجعفري، شاب في العقد الثالث من العمر، جسّد معاني العطاء والإنسانية في أسمى صورها، لا يسعى إلى الأضواء ولا يطمح في شهرة، لكنه دائم الحضور في حياة البسطاء والمحتاجين، يقدم يد العون لكل من يحتاج دون أن ينتظر مقابلًا.

في لفتة إنسانية عظيمة، قرر المهندس محمد الجعفري التبرع بثلاث رحلات عمرة خلال احتفالية بهية النجع 2025، والتي تُكرّم الأمهات المثاليات المكافحات العظيمات من نساء مصر، التي تنظمها شركة بتوقيت النجع للخدمات الإعلامية، هذه الخطوة لم تكن غريبة على رجل نذر نفسه لأعمال الخير، إذ يؤمن بأن العطاء الحقيقي هو ما يُقدم دون انتظار مقابل.

هذه المقولة لم تكن مجرد كلمات عند الجعفري، بل هي أسلوب حياة، فهو لا يسعى للحديث عن أعماله الخيرية، بل ينفذها في صمت، إيمانًا بأن الخير الحقيقي هو الذي يُصنع بعيدًا عن الأضواء.

لم يكن تبرعه برحلات العمرة سوى جزء بسيط من بحر عطائه، فهو الذي تكفل بعلاج مرضى دون أن يُعرف اسمه، وساعد في تجهيز فتيات يتيمات للزواج، وقدم الدعم للطلاب غير القادرين لاستكمال تعليمهم، كما كان سندًا للأسر الفقيرة التي فقدت معيلها.

في أحد المواقف، علم بحالة شاب يحتاج إلى عملية جراحية عاجلة، فتكفل بكامل التكاليف دون أن يُخبر أحدًا. وفي موقف آخر، ساعد أرملة فقدت زوجها في حادث مأساوي، فقدم لها كل ما تحتاجه من دعم مادي ومعنوي، دون أن تسمع اسمه.

لم تقتصر أعماله على الجانب الإنساني فقط، بل كان حاضرًا في كل موقف وطني يستدعي الدعم والمساندة، ففي الأزمات، كان الجعفري من أوائل المتبرعين لمساعدة المتضررين، سواء في حالات الكوارث الطبيعية أو الأزمات الاقتصادية، كما دعم العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين حياة أهل الصعيد، من بينها حملات محو الأمية، ودعم المشروعات الصغيرة للشباب، وتشجيع الصناعة المحلية.

المهندس محمد الجعفري ليس مجرد اسم في قائمة أهل الخير، بل هو نموذج يُحتذى به في حب الوطن وخدمة المجتمع، فهو لا يرى أن مساعدة المحتاجين عمل تطوعي فقط، بل يعتبره واجبًا إنسانيًا ودينيًا وأخلاقيًا.

ومع كل ما يقدمه، يجد حبًا واحترامًا من أهل قنا، الذين يرون فيه رمزًا للعطاء الصامت، قد لا يسعى للشهرة، لكن اسمه محفور في قلوب من ساعدهم، وفي ذاكرة قريته، كواحد من أعظم رجالها الذين يعملون بصمت، لكن أثرهم يُشع نورًا في حياة الآخرين.