وسط الألم كانت تكتب الأمل، وبين جرعات العلاج الكيماوي كانت تحفظ الدروس وتطارد حلمها بأن تكون من الناجحين.. تغريد، ابنة محافظة قنا، ومحاربة السرطان التي لم تسمح للمرض أن يسرق منها ضحكتها أو طموحها، تُثبت اليوم أن الإرادة أقوى من كل شيء، بتحقيقها 91٪ في الثانوية العامة.
في مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالأقصر، حيث خاضت تغريد معركتها مع المرض، وقفت أمام الجميع لا كمريضة، بل كنموذج حي للإصرار، وفتاة ألهمت قلوب الجميع، فاستحقت التكريم من إدارة المستشفى، وسط دموع الفخر وتصفيق الممرضين والأطباء وأولياء الأمور.
رغم أن أيامها كانت تدور بين جلسات العلاج وأوقات الراحة القليلة، لم تتخلّ تغريد عن دراستها، خُصصت لها لجنة داخل المستشفى بالتعاون بين مديريتي التعليم في قنا والأقصر، لتؤدي الامتحانات في بيئة صحية وتربوية، فتثبت أن التفوق ليس حكرًا على من يسيرون الطريق السهل، بل هو وسام يُمنح للمجتهدين الحقيقيين.
مستشفى شفاء الأورمان لم يكن فقط مكانًا للعلاج، بل كان مساحة أمل.. حيث تم توفير الدعم النفسي والتعليمي والاجتماعي لتغريد ولغيرها من الأطفال المرضى، ليصبحوا نماذج مشرفة لصعيد مصر وقصص نجاح تُروى.