أخبار عاجلة
النائب عبدالرحيم الغول
النائب عبدالرحيم الغول

خريطة التحالفات الانتخابية في نجع حمادي من 1971 إلى 2015.. من الشراكة إلى الصدام

في شمال محافظة قنا، حيث العصبيات القبلية والتكتلات العائلية تلعب دور البطولة، لم تكن الانتخابات البرلمانية مجرد منافسة انتخابية عادية، بل كانت معركة من نوع خاص، دائرة نجع حمادي، التي يصفها البعض بـ”دائرة الدم والنار”، شهدت على مدار أكثر من 50 عامًا تحالفات انتخابية حاسمة، بعضها رسم طريق الفوز، وأخرى انتهت إلى انقسامات، وتاريخ طويل من الانقلابات السياسية والتحالفات الاستراتيجية.

1971.. البداية الصاخبة

شهدت انتخابات عام 1971 أول تحالف بارز في دائرة نجع حمادي وفرشوط، عندما خاض الإعادة أربعة مرشحين بارزين هم: عبد الرحيم الغول، وأحمد فخري قنديل، وإبراهيم القاضي، وفؤاد عبد اللطيف أبو سحلي، أسفر التحالف حينها عن فوز الغول والقاضي، في سابقة أرست نمط التحالفات الثنائية التي ستتكرر في العقود التالية.

أما في دائرة “الرئيسية” المنفصلة آنذاك، فقد أسفر تحالف بين عبد المنصف ثابت حسين من قبيلة “العرب” ورشاد خلف الله من “هوارة النجمية” عن فوزهما بالمقعدين، على حساب مرشحين من “العرب” و”الهمامية”، ما شكل خريطة جديدة للتحالفات القبلية.

السبعينيات والثمانينيات.. تحالفات الهوارة والعرب

في انتخابات 1976، استمر تحالف الغول – أبو سحلي في نجع حمادي، وفي “الرئيسية”، كان الحدث الأهم هو توحّد بطون هوارة، النجمية والهمامية، بفوز رشاد خلف الله وعبد اللاه محمد عبد الله.

وفي 1979، أعيد تشكيل التحالفات: الغول تحالف مع محمود رأفت أبو سحلي، وفازا بالمقعدين، بينما شهدت “الرئيسية” تحالفًا جديدًا بين محمد عبد النبي الشعيني (عرب) والعمدة لطفي شمروخ (همامية)، وهو ما ضمن لهما فوزًا صريحًا.

عصر القوائم.. المعارضة تقتنص مقعدًا

عام 1984، جرت الانتخابات بنظام القوائم، وضمت دائرة نجع حمادي كل مراكز الشمال القنائي، فاز عدد كبير من رموز الحزب الوطني، أبرزهم عبد الرحيم الغول، محمد عبد النبي الشعيني، ومحمد بركات أبو سحلي، بينما حصل أحمد فخري قنديل على مقعد الوفد، في مشهد نادر الحدوث كمعارض داخل تكتل حكومي.

تكرر المشهد في 1987، ونجح قنديل مرة أخرى، إلى جانب فهمي عمر ومختار عثمان وآخرين، بينما توفي الشعيني لاحقًا، ليخلفه نجل عمه أحمد إسماعيل الشعيني بعد جولة تكميلية.

تحولت الانتخابات في 1990 إلى النظام الفردي مجددًا، في “الرئيسية”، فاز الشعيني وفهمي عمر بالتزكية، أما في نجع حمادي، أعاد الغول وقنديل تشكيل تحالفهما ضد أبناء أبو سحلي، وفازا بالمقعدين.

الألفية الجديدة.. التمرد على الشيوخ

في 2000، حصل انقسام في “الرئيسية”، أسفر عن صعود هشام الشعيني (ممثل الشباب) واللواء عمر الطاهر، أما نجع حمادي، فقد انقسم التحالف القديم بين الغول وقنديل، فتحالف الأخير مع اللواء ممدوح أبو سحلي وفازا بمقعدي الدائرة، فيما خسر الغول رغم تحالفه مع رفعت الشريف.

توفي قنديل عام 2003، ليخلفه نجله فتحي، الذي فاز في انتخابات تكميلية بدعم من أبناء القبائل الكبرى.

2005–2010.. عودة التحالفات تحت مظلة الحزب

في 2005، عاد التحالف بين الشعيني والطاهر في “الرئيسية”، وفازا بالمقعدين. وفي نجع حمادي، دخل فتحي قنديل في تحالف مع أبو سحلي، لكن جولة الإعادة أسفرت عن فوز قنديل والغول.

في 2010، عاد التنسيق الكامل بين الغول وقنديل بعد تدخل من أحمد عز، أمين التنظيم في الحزب الوطني المنحل، عقب صلح كبير بين “النجمية” و”بهجورة”، وسقط العميد مرتضى أبو سحلي وخالد أبو نحول رغم شعبيتهما.

2012–2015.. الإسلاميون يقتحمون الدائرة

في انتخابات 2012، بنظام القوائم، والتي ضمت 5 مراكز شمالية، استطاع هشام الشعيني الفوز بمقعد عبر قائمة حزب الحرية، بينما خسر فتحي قنديل وخالد خلف الله أمام مرشحي جماعات الإخوان الإرهابية والجماعات الإسلامية.

في 2015، فاز كل من اللواء خالد خلف الله ومحمد عبد العزيز الغول (نجل شقيق عبد الرحيم الغول)، وفتحي قنديل، والسيد المنوفي وصلاح سليم، فيما مثل أحمد تقي أصوات الشباب، أما هشام الشعيني ففاز بقائمة “في حب مصر” من الجولة الأولى، ليعود مشهد التوازنات القبلية إلى الواجهة مجددًا.

وفي انتخابات 2020، حصد فتحي قنديل وهشام الشعيني وخالد خلف الله والسيد المنوفي وسيد فؤاد أبو زيد ورحاب عبدالرحيم الغول ابنة شيخ نواب الصعيد الراحل، وسحر صدقي وذلك عن القائمة الوطنية.

تحالفات الانتخابات

بين التحالفات الاستراتيجية والعداوات المزمنة، وبين ضرورات القبيلة ظلت دائرة نجع حمادي مسرحًا للعبة انتخابية شديدة التعقيد، تحالفات تتبدل، وشخصيات تتوارث المواقع، لكن الثابت الوحيد هو أن “التحالف” في هذه الدائرة كان دائمًا كلمة السر للفوز أو الخسارة.

عن شيماء

شاهد أيضاً

اللواء عاطف أبو العباس خلف الله

اللواء عاطف أبو العباس خلف الله.. هل يكون الحصان الأسود في برلمان 2025؟

مع اقتراب انتخابات مجلس النواب 2025، بدأت أسماء بارزة في الظهور على الساحة الانتخابية، بعضها …