بتوقيت النجع
في الوقت الذي بدأت فيه الماكينات الانتخابية تسخن مبكرًا في شمال محافظة قنا، وتحديدًا في مدن نجع حمادي، أبوتشت، دشنا، الوقف، وفرشوط، تتصاعد التوقعات بظهور مفاجآت مدوية قد تعيد تشكيل المشهد البرلماني بالكامل مع اقتراب انتخابات مجلس النواب 2025.
المشهد الانتخابي المرتقب يبدو مختلفًا عن كل الدورات السابقة، إذ تشهد الساحة استعدادات لوجوه جديدة تتحرك بثقة وتستعد لخوض المنافسة بقوة، في ظل تراجع تأثير بعض الأسماء التقليدية، وصعود شخصيات جديدة استطاعت أن تكتسب حضورًا حقيقيًا في الشارع.
أوجه جديدة تتقدم الصفوف
الملاحظ هذا العام هو تقدم عدد من الشخصيات الشابة وأخرى غير متوقعة للترشح، منهم من ينتمي لعائلات لها ثقل شعبي ولكنها لم تخض العمل النيابي من قبل، ومنهم من يعمل في قطاعات مهنية ومجتمعية واكتسب رصيدًا من الثقة والتقدير بين المواطنين، ما يجعلهم رقماً صعباً في المعادلة الانتخابية.
كسر معادلات القبيلة
رغم أن القبيلة لا تزال تلعب دوراً مهماً في معادلات شمال قنا، إلا أن المؤشرات ترجّح تراجع هيمنة التحالفات القبلية التقليدية، أمام صعود خطاب جديد يعتمد على الكفاءة، والخدمة المجتمعية، والقدرة على التواصل الحقيقي مع الناس، ما يعني أن الصوت الانتخابي في 2025 قد لا يُمنح تلقائيًا بحكم الميراث السياسي، بل بميزان “اللي خدمنا هنقف معاه”.
دشنا والوقف.. مفاجآت محتملة
في دشنا والوقف، تبدو الصورة أكثر تعقيدًا، فقد انسحبت أسماء بارزة من المشهد، أو تراجعت شعبيتها بشكل لافت، وهو ما فتح الباب أمام تحركات من نوع مختلف، تقودها وجوه شابة تدير حملاتها عبر أدوات حديثة، وتراهن على الشارع لا على الكراسي القديمة، وهناك حديث متصاعد عن مفاجآت من العيار الثقيل قد تظهر مع اقتراب فتح باب الترشح.
أبوتشت وفرشوط.. سباق مبكر
أما في أبوتشت وفرشوط، فبدأت الحوارات داخل العائلات والقرى تتجه نحو دعم مرشحين جدد، يحملون خطابًا أكثر واقعية، بعيدًا عن الشعارات، ويركزون على ملفات التعليم والصحة والبنية التحتية، الأمر الذي قد يقلب موازين القوى التقليدية، ويضع بعض المرشحين المحسوبين على الصفوف الخلفية في الصدارة.
نجع حمادي.. تحت المراقبة
وتظل دائرة نجع حمادي واحدة من الدوائر المفتوحة على كل الاحتمالات، حيث الصراع التاريخي بين العائلات، وتداخل المصالح الاقتصادية والاجتماعية، ما يجعلها واحدة من أكثر الدوائر ترقبًا في الشمال القنائي، وسط تسريبات عن دخول أسماء جديدة قيد الدراسة من قبل الأهالي.
في النهاية، يبدو أن برلمان 2025 لن يكون مجرد برلمان او انتخابات برلمانية عابرة، بل ساحة لتغييرات حقيقية قد تُحدث فارقًا في شكل التمثيل النيابي بشمال قنا، وتحمل معها أصواتًا جديدة تعبر عن نبض الشارع لا مجرد توازنات المصالح القديمة.
