أخبار عاجلة
عمرو جمال مهاجم الأهلي
الأهلي

عمرو جمال .. الغزال الذي رفع سقف الطموحات فى نجع حمادي

كتب: محمد كمال، محمد عصام

لسنوات طويلة ظلت فكرة اللعب لأحد قطبي الكرة المصرية (الأهلي والزمالك) لشاب من مدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا، أشبه بضرب من ضروب الخيال، حيث لم يذكر التاريخ شخصًا من حدود محافظة قنا لعب كرة القدم مع أندية القمة سوى حسين عبد اللطيف نجم الزمالك السابق ومنتخب مصر وابن دشنا، الى أن جاء عمرو جمال.

عمرو جمال أول لاعب في تاريخ مدينة نجع حمادي يرتدي القميص الأحمر الشهير، ويدافع عن ألوان النادي الأهلي، كما كان رقمًا صعبًا في هجوم المنتخب الوطني في فترة قيادته من جانب شوقي غريب المدير الفني السابق للمنتخب الأول والحالي للمنتخب الاوليمبي، كما أنه قطع شوطًا كبيرًا من تصفيات كأس العالم 2018 مع الأرجنتيني هيكتور كوبر.

بداية الإنطلاق:

مسيرة عمرو جمال تنقسم إلى قصتين، الأولى واعدة والثانية مليئة بالمعاناة والأمل، حيث بدأ ابن نجع حمادي مسيرته لاعبًا شابًا في صفوف نادي الالومنيوم، شأنه في ذلك شأن أي ناشئ موهوب في جنوب مصر، حيث لا متنفس لكرة القدم إلا من خلال تلك الأندية، فالأندية الاجتماعية غير منتشرة وما دون ذلك سيكون اللعب في الشوارع مع الرفاق والأقران.

ومن الشارع انطلق عمرو جمال، حيث بنى شهرته وسط زملاءه على اللعب في مختلف الخطوط، بدءًا من حراسة المرمى مرورًا بالدفاع وخط الوسط والهجوم، ليخطف أنظار الالومنيوم الذي انضم إليه ليبدأ معه المسيرة.

خلال ذلك الوقت كان الالومنيوم يطبق مقولة (الصاعد الهابط) في الدوري المصري، حيث لعب الفريق موسم 2005 / 2006 في الدوري الممتاز قبل أن يهبط للدرجة الثانية ليلعب موسما آخر يصعد من خلاله للبطولة في موسم 2007 / 2008 ثم يهبط مرة أخرى، في موسم يروق للكثيرين اعتباره موسما تآمر فيه الكل على إسقاط الالومنيوم إلى غياهب دوري المظاليم.

حلم الوصول:

في ذلك الوقت نشأت مسيرة عمرو جمال إبن مدينة نجع حمادي، وتأثر كثيرًا، كحال أغلب الشباب في سنه، بجيل رائع للكرة المصرية يحصد الأخضر واليابس في القارة السمراء، جيل تزعمه النادي الأهلي بنجومه محمد أبو تريكة ومحمد بركات وعصام الحضري ووائل جمعة وعماد متعب وغيرهم، نجوم أراد عمرو جمال وبشدة أن يكون له مكانًا بينهم وقد كان.

في عام 2010 انضم عمرو جمال إلى ناشئي النادي الأهلي مقابل مبلغ وصل إلى 300 الف جنيه مصري، وبالمناسبة فإن تلك الصفقات على مستوى الناشئين تمثل مبلغًا كبيرًا، بل تصل الأمور في بعض الأحيان أن النادي الذي يتعاقد مع اللاعب يمنح ناديه السابق أموالاً وأدوات رياضية كنوع من الدعم للفريق.

بدأ عمرو جمال مسيرته مع الأهلي في صفوف الناشئين، وفي الوقت الذي رأى فيه جيلاً جديدًا للأهلي بتواجد مصطفى عفروتو وشهاب الدين أحمد وسعد سمير، فقد رأى أيضًا بعينه خيبة أمل ذلك الجيل الذي استسلم لأحكام البرتغالي مانويل جوزيه، ولم يعد له دورًا مع الأهلي باستثناء سعد سمير.

ستاد بورسعيد:

وفي العام 2012 استيقظت الكرة المصرية على حادث يعد هو الأسوأ في تاريخ كرة القدم المصرية وربما العالمية، حينما قتل 74 مشجعًا للأهلي في ملعب “استاد بورسعيد” وذلك في المباراة التي خسرها الفريق الأحمر 1 / 3، مباراة خسرها الأهلي نتيجة لكن الخسارة الأكثر فداحة كانت موت شباب لأزال يقبل على حياته ويهتف باسم الأهلي ناسيًا متناسيًا همومه.

القرار كان واضحًا، لا كرة قدم في مصر حتى تستقيم الأوضاع، وبناء على ذلك فإن نكسة أخرى لجيل آخر من الشباب كانت تنتظر عمرو جمال ورفاقه، لم يكن أحد يعلم متى ستعود المنافسات ومتى ستكون هناك كرة قدم بعدما حدث ما حدث.

وفي أوائل عام 2013 تقرر إقامة مباريات الدوري المصري دون حضور جماهيري، وإقامته بنظام دوري المجموعتين، ولعب المباريات في ملاعب محدودة تجنبا للسفر المتكرر والاحتكاكات غير المرغوب بها.

وقتها كان الأهلي يمر بمرحلة فنية دقيقة للغاية، فقد غادر مانويل جوزيه منذ مدة، وحل بدلا منه حسام البدري الذي حقق لقب دوري أبطال إفريقيا 2012، ثم رحل بدوره تاركا الفريق في يد محمد يوسف الذي قرر منح الفرصة لعمرو جمال.

أول ظهور:

وفي 27 مايو 2013 دخل عمرو جمال كبديل في مباراة الأهلي وغزل المحلة التي أقيمت على ملعب الدفاع الجوي، كان الأهلي خاسرا بهدف، ثم تعادل له وليد سليمان بتسديدة أرضية زاحفة.

وبينما بدأ الجميع يتوقع نهاية المباراة بتعادل صعب للأهلي، لعب أحمد شديد قناوي كرة عرضية نموذجية داخل منطقة جزاء غزل المحلة، انبرى لها الشاب الصغير برأسية رائعة سكنت شباك غزل المحلة

انطلقت الأفراح في الملعب، وعلى مسافة بعيدة جدًا من ملعب الدفاع الجوي ومن محافظة القاهرة بأكملها، كان أهل عمرو جمال وأقرانه من شباب نجع حمادي سعداء وفخورين برؤية أبن بلدهم يحفر أسمه من بين مسجلي الأهداف مع الأهلي.

بعد ذلك كان عمرو جمال حديث الساعة في الكرة المصرية، هدف تلو الآخر مع الفريق جعله محط الأنظار، وجاء إنجاز الأهلي بالفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا عام 2013 ليجعل “الغزال” على موعد مع التاريخ.

مونديال الأندية:

صحيح أن عمرو جمال لم يكن العامل الأساسي في حسابات محمد يوسف في تلك المرحلة، إلا أنه كان كذلك في الفترة التي أعقبت الفوز بالبطولة، حيث جرى اختياره في قائمة الفريق المشاركة في مونديال الأندية في المغرب، ورغم أن الاهلي لم يكن موفقا وخسر مباراتيه في البطولة أمام كل من جوانجزهو الصيني ومونتيري المكسيكي صفر /2 و1 / 5 على الترتيب، إلا أن عمرو جمال شارك في مباراة مونتيري ومن هنا بدأ الاعتماد عليه بشكل أساسي في صفوف الفريق.

وفي يوم 20 يناير عام 2014، كان الغزال على موعد مع التاريخ، حيث سجل هدفين في شباك الصفاقسي التونسي، الأمر الذي منح الأهلي لقب كأس السوبر الإفريقي في استاد القاهرة، يوما بعد يوم يثبت عمرو جمال أنه المهاجم الأول في الفريق

في وجود أسماء عملاقة مثل عماد متعب ومحمد ناجي “جدو”، بات الغزال هو الخيار الأول في خط الهجوم، ليختاره شوقي غريب للعب في منتخب مصر، وكانت المباراة الأولى له أمام البوسنة والهرسك في الخامس من مارس في عام 2014.

مشكلة حقبة شوقي غريب مع المنتخب الوطني، كانت عويصة، فالأمر يبدو وكأن الأرض انشقت وابتلعت كل المهاجمين، فلا يوجد مهاجم من طراز عال يمكنه حمل عبء الهجوم على المنافسين، وحتى مع وجود محمد صلاح لاعب تشيلسي الإنجليزي وقتها، فإنه لا يوجد في مصر مهاجم صريح سوى عمرو جمال.

ولم يقتصر الأمر على الهجوم فقط، بل كانت مشكلة اختيار المدافعين وحتى لاعبي الوسط مثار حديث كبير في وسائل الإعلام، إلى أن وصل الأمر إلى اعتبار الجماهير أن كل من محمد صلاح وعمرو جمال يمثلان الأمل في العبور إلى كأس أمم إفريقيا 2015.

بعد مباراتين فقط في مجموعة ضمت كل من السنغال وتونس وبوتسوانا، كان منتخب مصر دون أي رصيد من النقاط، حيث خسر أمام السنغال صفر / 2 في داكار، وانقاد لهزيمة غريبة صفر / 1 أمام تونس في ملعب “الدفاع الجوي”، وأمامه مباراتين أمام بوتسوانا ذهابا في ملعبها وإيابا في استاد القاهرة.

هدف دولي:

بعد الفوز ذهابا في بوتسوانا 2 /صفر، فاز المنتخب المصري بنفس النتيجة إيابا، لكن المختلف في الأمر أن ابن نجع حمادي وقع على الهدف الأول في المباراة، مسجلا أول أهدافه الدولية.

تعززت أمال جماهير الكرة المصرية في التأهل إلى بطولة أمم إفريقيا 2015، لكن ذلك الوقت مثل بداية لأزمة عمرو جمال التراجيدية.

إصابة اللاعب:

في يوم 27 أكتوبر عام 2014، تعرض عمرو جمال للإصابة اللعينة التي يكرهها كل اللاعبين والجماهير والمراقبين والإعلاميين وكل من له علاقة باللعبة، إلا وهي الرباط الصليبي، حيث سقط متأثرا بتلك الإصابة في مواجهة أمام الأسيوطي (بيراميدز حاليا) تاركًا وراءه العديد من علامات الاستفهام.

من سيكون مهاجم المنتخب ونحن على بعد أيام قليلة من مواجهة السنغال في استاد القاهرة، مع العلم أن البديل الوحيد لعمرو جمال كان خالد قمر مهاجم الزمالك وعرفة السيد مهاجم فريق طلائع الجيش وهو سجل أهدافا قليلة جعلت منه خيارا مقترحا لشوقي غريب

بدوره تأثر الغزال كثيرا بتلك الإصابة، وانهالت عليه رسائل المواساة والإشادة من جانب جماهير الأندية والإعلاميين وغيرهم، وتكفل الأهلي بعملية سفره إلى إسبانيا من أجل تلقي العلاج.

سافر جمال إلى إسبانيا تاركا الأهلي والمنتخب يعانيان في غيابه، وهناك التقى أسطورة كرة القدم الحية ليونيل ميسي في ملعب برشلونة، التقط معه صورة للذكرى، كانت ربما المخفف الوحيد للالم الذي يعانيه في صمت.

في القاهرة خسر المنتخب المصري أمام السنغال بهدف وحيد، وظهرت معاناة شوقي غريب وفريقه دون الغزال، بل أن أكرم حسني الممثل الشهير قام بعمل عرض غنائي ساخر عن تلك المباراة، موضحًا فيه معاناة المنتخب أمام السنغال قائلاُ”يوم ماتش السنغال نزلت أتفرج عليه أنا والعيال يوم ماتش السنغال لبسنا جول في عشر دقايق ولعبنا من غير عمرو جمال”

لاحقا خسر المنتخب أمام تونس مرة أخرى خارج أرضه، ليتبخر الحلم ويصبح على الكرة المصرية انتظار عامين أخرين للتأهل إلى منافسات نسخة عام 2017 في الجابون.

موضوعات متعلقة :

طلقها زوجها .. قصة «سيدة الجرجير» فى شوارع نجع حمادي: بشتغل 14 ساعة

عن بتوقيت النجع

شاهد أيضاً

أكرم توفيق لاعب منتخب مصر

مصر تواجه الكونغو بحثا على أمال المصريين.. تعرف على موعد المباراة والقنوات الناقلة

ينتظر الجماهير المصرية بمختلف انتمئاتها مشاهدة مباراة المنتخب الوطني المصري، مع الكونغو الديمقراطية التي تقام …