أثار إعلان دعائي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” جدلًا واسعًا بين أهالي محافظة قنا، بعد أن روّج أحد المراكز الرياضية لبدء تنظيم كلاسات لتعليم الرقص الشرقي للسيدات والفتيات، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها داخل المحافظة.
وجاء في الإعلان عبارات تشجيعية تستهدف السيدات والفتيات للانضمام إلى ما أُطلق عليه “أقوى كلاس Belly Dance”، مع وعود بتعزيز الثقة بالنفس واكتشاف “قوة الأنوثة والرشاقة” عبر تعلم فنون الرقص الشرقي مع مدربين متخصصين.
كما تضمّن الإعلان التأكيد على أن الحصص تهدف إلى بث الحيوية والنشاط، مع دعوة مباشرة للحجز الفوري.
الإعلان الذي لم يمر مرور الكرام، أثار حالة من الدهشة والاستياء لدى قطاع واسع من أبناء قنا، نظرًا لكونه يمثل تجربة غير مسبوقة في المحافظة ذات الطابع المحافظ، حيث لم يعتد الأهالي على وجود مثل هذه الأنشطة المعلنة بشكل علني ورسمي عبر وسائل التواصل.
ورغم أن البعض يرى أن الإعلان يدخل في إطار البرامج الرياضية والترفيهية التي تستهدف تحسين اللياقة البدنية والجانب النفسي للنساء، فإن الرأي الغالب تمثل في حالة اعتراض وانتقاد حاد، معتبرين أن الإعلان لم يراعِ طبيعة المجتمع القنائي وتقاليده، خاصة أن الفكرة تُطرح للمرة الأولى في المنطقة.
ويأتي هذا الجدل في وقت تتوسع فيه المراكز الرياضية في قنا لتقديم أنشطة غير تقليدية بغرض جذب المشتركين، وهو ما يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول حدود الأنشطة المقبولة اجتماعيًا في بيئات ما زالت تتمسك بعاداتها المحافظة.
اللافت أن الإعلان لم يقتصر على تفاصيل النشاط الرياضي فحسب، بل استخدم لغة دعائية وصفها الأهالي بأنها “مستفزة” و”غريبة على المجتمع”، ما ساهم في تضاعف ردود الفعل، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى ساحة نقاش حاد حول الظاهرة.
ويظل الجدل قائمًا بين من يراه مجرد نشاط ترفيهي لا يختلف عن أي برنامج رياضي آخر، وبين من يرفضه رفضًا قاطعًا باعتباره خروجًا عن المألوف في محافظة صعيدية لها خصوصيتها الثقافية والاجتماعية.