في التاريخ محطات لا تُنسى، ولحظات تصنع الفارق بين الانكسار والنهضة، بين الفوضى والاستقرار، بين الضياع والانتماء.
ويوم 30 يونيو 2013 كان واحدًا من هذه الأيام الخالدة، بل كان لحظة فاصلة كتب فيها الشعب المصري بيده بيان المصير.
خرجت الملايين إلى الميادين في مشهد لم تعرف له مصر مثيلًا، رجال ونساء، شيوخ وشباب، أُسر كاملة نزلت ترفع علم مصر وتهتف: “مش هنسيبها تضيع”.
لم يكن الغضب وحده هو من قاد الناس، بل الإحساس بالخطر الحقيقي على هوية الدولة، وعلى معنى الوطن نفسه، شعر المواطن المصري أن ما حلم به في 25 يناير كاد أن يُختطف، فقرر أن يكتب صفحة جديدة بنفسه.
لم تكن ثورة يونيو ضد رئيس فقط، بل كانت ضد مشروع أراد أن يُقسّم الوطن، ويجعل من الدين ستارًا، ومن الفوضى واقعًا، كانت صرخة مصرية خالصة: لا لحكم الجماعة، لا لاختطاف الدولة.
ثورة 30 يونيو ليست مجرد ذكرى، إنها شهادة ميلاد جديدة لدولة قررت أن تقف على قدميها، وأن تضع يدها في يد قائد خرج من رحم المؤسسة العسكرية، ليبدأ مرحلة بناء وطن على أسس واضحة: قوة، واستقرار، وجمهورية جديدة تُبنى على عرق الشعب وصبره وإيمانه بوطنه.
واليوم، وبعد سنوات، يبقى 30 يونيو عنوانًا للإرادة، ودليلًا على أن الشعب المصري حين يغضب، يغضب من أجل وطن، لا من أجل فوضى.