يقبل الشاب على الزواج فور انتهاؤه من الدراسة وأداء الخدمة العسكرية، وفي ظل الظروف الراهنة يفضل معظم الشباب الحصول على وظيفة تؤمن له مستقبله قبل الشروع في خطوات الزواج، ولكن تظل الخطوة الأهم في هذا المشوار هي اختيار شريكة الحياة.
يستشير الشاب في بدايات تفكيره بالزواج جميع من يثق بهم لمساعدته في الاختيار، وتختلف طرق الاختيار باختلاف العادات والثقافة المتعلقة بالمكان وبالعريس نفسه، حسب ثقافته وتعليمه وأسلوب حياته، فيبدأ السعي لتكوين أسرة وحياة زوجية مستقرة، فإما أن يرتبط بفتاه معروفه له ويتعامل معها عن قرب، وتكون علاقتهما عن طريق الزمالة في العمل أو المنطقة التي يسكنونها، ولكل مكان عاداته وطريقته في اختيار العروس.
بعد الاستقرار على العروس المحتملة، يجري الشاب وأهله البحث والتحري عن الأصل والحسب، وتختلف معايير الاختيار من مكان لآخر ومن عائلة لآخرى، فمنهم من يشترط المؤهل، وآخرون يشترطون صلة القرابة، وغيرها من المعايير المتعارف عليها، وحالما تنتهي مرحلة البحث والتحري، ويقرر الشاب قبوله بالفتاة، تبدأ مرحلة جديدة في المشوار، وهي التواصل مع أهل الفتاة من أجل التقدم لخطبتها، ويبدؤون في تحديد المواعيد.
يزور الشاب أهل الفتاة بصحبة والديه والأقربون ليتمموا خطوة التقدم للفتاة، وفي هذه المرحلة يقابل الشاب الفتاة المراد خطبتها للتعارف بشكل مبدئي عليها وعلى الأسرة، حتى تندمج الأسرتان في الحديث وتوطيد أواصر المحبة والتفاهم، ويحكي الشاب عن نفسه وعن ظروفه المادية والاجتماعية، ليترك الأمر لوالد الفتاة الذي يقرر أن يقبل به زوجًا لابنته، أو في بعض الحالات يطلب أهل العروس بعض الوقت للبحث عن الشاب ومعرفة معلومات عنه، لتحديد ما إذا كان مناسبًا أو لا، لذا أحيانًا يتم القبول منذ الجلسة الأولى، ويحدث هذا بين الأقرباء غالبًا.
بعدما يقرر أهل الفتاة القبول بالشاب المتقدم، تُحدد جلسة أخرى لإجراء التقدم بشكل رسمي وتناقش فيها الأسرتين تفاصيل الزيجة، كما يُمنح الشاب بعض الوقت ليجلس مع الفتاة ويتناقشوا حول الخطوة القادمة، ويأتي ذلك لمعرفة مدى التفاهم بين الطرفين، وخلال هذه الجلسة إذا ما اقتنع الشاب تمامًا بالفتاة، فإنه يترك هدية للعروس، تكون غالبًا هدية من الذهب أو مبلغ مالي، ولكن هذه العادة لم تعد متبعة بين جميع الأسر، كما كانت من قبل.
يجري أثناء هذه الزيارة الثانية الاتفاق على تفاصيل الزيجة، وتوزيع التكاليف بين الطرفين، من فرس المنزل والأجهزة والمفروشات، وغيرها، بالإضافة إلى الاتفاق على “الشبكة”، والتي تعتبر هدية العريس لعروسه، ويتم تقديرها بحسب القدرة المالية للشاب، ووفقًا للعادة المتبعة في كل عائلة أو أسرة، وظهرت في الفترة الأخيرة دعوات من كل فئات المجتمع لتخفيف تكلفة “الشبكة” نظرًا لاختلاف الظروف الاقتصادية وارتفاع أسعار الذهب، وبدأت بعض الأسر في تنفيذ تلك المبادرات بالفعل وحتى يومنا هذا.
يأتي بعدها تحديد المواعيد بين الطرفين، بداية من موعد الخطوبة، وحتى موعد الزواج، وتختلف العائلات والثقافات في هذه التفاصيل، فبعض الناس لا يقبلون فترات الخطبة الطويلة الممتدة لعام أو أكثر، في حين أن الأغلبية ترحب بذلك حتى يتمكنوا من التجهيز بشكل لائق لهذه الزيجة.
بعدها يتم الاستعداد ليوم الخطوبة، وتجهيز الزيارة التي يصطحبها الشاب معه، وتكون غالبًا مكونة من لحوم وفاكهة، ويقتصرها البعض على المشروبات المعلبة أو الغازية، ويسعى معظم الأهالي في وقتنا هذا لترشيد نفقات الخطوبة، فيقيمون ليلة الخطوبة بالمنزل وتقتصر الدعوة فيها للأقربين.
نجع حمادي: ولاء ثروت
موضوعات متعلقة :
زوجته طلبت من عشيقها التخلص من الزوج.. تفاصيل جديدة في مقتل شاب بفرشوط