علي الرغم من القيود والعادات والتقاليد الصعيدية القديمة، إلا أن لقمة العيش فرضت سيطرتها علي سيدة أربعينية، أبت أن تقف بمكانها تتفرج علي أسرتها، وهي تنهار، دون أن تساعد الزوج وأبناؤها في حياتهما المعيشية، فقررت أن تخرج للاسواق لتبيع وتشتري الخضراوات والفاكهة، مضارعةً لأرباب المهنة من الذكور، غير عابئةً بسنوات عمرها، التى لم تتجاوز في حينها الـ20 عاماً.
خرجت السيدة الشابة للأسواق مبكراً تبيع وتشتري، ما توفر لها من بضاعةً قليلةً وبسيطة، لتحقق من مكسبها المتواضع دخلاً اخر يعين زوجها وشقيقها علي نفقات أسرتها المكونة من زوجها وابناؤها الإثنين، اللذان يتراوح عمرهما مابين الخامسة عشر والثامنة عشر عاماً.
قطفة النظوري أبو الصف، البالغة من العمر 45 عامًا، متزوجة ومقيمة بمركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا، بدأت عملها كبائعة للخضراوات والفاكهة منذ أكثر من 25 عاما، حينما قررت العمل مع شقيقها الذي يعمل في ذات المهنة، لتقطع مسافة قرابة الـ60 كيلو متراً يومياً ذهاباً وعودة من محل إقامتها الي بندر نجع حمادي.
شقوق علي وجه السيدة، تخفيها إبتسامةً عريضة، التى دائماً ما تجدها أثناء جلوسها انتظاراً لبيع بضاعتها بسوق الخضراوات، إلا أن ألام السنوات الماضية التى كدحت خلالها السيدة في العمل، لم تختفي أثارها من جسد السيدة التى إزدادت عمراً علي عمرها بسبب عملها الشاق.
قطفة الشهيرة بـ”أم هاني” لم تأبه أبداً ان تجلس وسط العشرات من البائعين بالسوق لتبيع بضاعتها الي جانب شقيقها، لم تفق أيضاً لدي البيع فقط، إنما تتجه في فجر كل يوم الي شادر الخضراوات والفاكهة بالمدينة، لتحصل علي كميات من الباضعة، وتأخذها الي السوق، منتظرةً شقيقها حتي ياتي ويبدأون البيع.
رمان وجوافة وعنب وموز، هي بضاعة السيدة الخمسينية تفرشها على جانبي الطريق بسوق الخضراوات، تنادي زبائنها، وتقنعهم بما تمتلك من بضاعة، حتي تنتهي من بيع كل الكميات، قبيل أذان المغرب يومياً، وتعود إلي أسرتها، لتمارس مهام جديدة داخل المنزل، وتعود ربة منزل تحضر المأكولات للأسرة.