كانت الأيام السابقة لتاريخ 30 يونيو مليئة بالترقب، فبرغم أن مدينة نجع حمادي احتفظت بهدوئها خلال معظم الأحداث السياسية السابقة لهذا التاريخ لكنها كانت تمثل النار المشتعلة تحت الرماد بانتظار إشارة البدء.
حركة تمرد التي انتشرت أوراقها في شوارع المدينة كانت تلقى تفاعلًا من معظم المواطنين، ويمكنك من خلال النظر أثناء تجولك في شوارع “النجع” أن تتعرف على القائمين عليها، فتجد هناك مجموعة من المواطنين يلتفون حول أحد الشباب متفاعلين معه وداعمين للفكرة.
وسط الكثير من الآراء والتكهنات حول جاهزية المدينة لهذا الحدث، احتقن الشارع وضاق ذرعًا بسياسات الجماعة الإرهابية، خاصة بعد ما حدث قبلها بشهور بخصوص الإعلان الدستوري الذي أقره المعزول محمد مرسي، وكان الجميع يرى ديكتاتورية جديدة ومملكة يحكمها أعوانه من الجماعة الإرهابية.
رفض الشعب، الذي قام بثورة أدهشت العالم قبلها بعامين، طريقة الإخوان في إدارة الدولة، وحركهم الوازع الوطني للثورة على هذا النظام مرة أخرى، ليثبتوا أن المصريين لا يقبلون الظلم أو الديكتاتورية، فحينما تسير في أي شارع بالمدينة تجد من يتحدثون عما يخبئه المستقبل لمصر.
كانت الدعوات للخروج يوم 30 يونيو بمثابة شرارة البدء لماراثون شعبي لم تشهده مصر في عصرها الحديث، استعد الجميع وعرفوا أدوارهم، واتفقت جميع أطياف مجتمع نجع حمادي، على النزول، وتبقى لنا أن نعرف أماكن النزول وميدان التجمع.
بدأ توافد الناس على الشوارع في الساعة الثالثة عصرًا، شهد وقتها ميدان العروسة تجمعًا كبير لشباب ورجال المدينة، توجهوا بالمسيرة إلى ميدان الأوقاف، حيث أدوا صلاة المغرب داخل جدار مكون من أجساد الشباب المسيحيين، ليضربوا مثالًا في الوحدة الوطنية.
توجه بعدها الموكب الشعبي لمتظاهري 30 يونيو إلى ميدان المحكمة حيث كانت المنصة الشعبية ومكان الاعتصام، وخلال مسير المتظاهرين في الشوارع كانت الأعداد تزيد، لتستقر الجموع بعدها بجوار محكمة نجع حمادي في تظاهرة عملاقة تقدّر بأنها الأكبر في تاريخ نجع حمادي حيث تجاوز عدد المتظاهرين الـ 10 آلاف.