أخبار عاجلة
أحمد سليمان
أحمد سليمان

بيكشف بـ80 جنيه ويجري العمليات ببلاش ويساعد في ثمن المستشفى.. أحمد سليمان طبيب بضمير الناس الغلابة

في زمنٍ أصبحت فيه مهنة الطب لدى البعض وسيلة للربح السريع، اختار الدكتور أحمد سليمان أن يكون استثناءً نادرًا، فوهب حياته لمداواة أجساد أنهكها المرض والفقر، دون أن ينتظر مقابلًا، سوى دعوة صادقة في ظهر الغيب، من مريض خرج من بين يديه معافى.

من قرية العسيرات بمركز فرشوط شمالي قنا، خرج “سليمان” لا يحمل فقط حقيبة الطب، بل يحمل قلبًا مشبعًا بالرحمة، يؤمن أن مهنة الطبيب لا تُقاس بعدد العمليات، ولا بحجم الحساب البنكي، بل بما يقدمه من أملٍ ودفءٍ في قلوب من أنهكتهم الحياة.

رغم عمله أستاذًا في كلية الطب بجامعة أسيوط، لم تغره المناصب ولا المكانة الأكاديمية، فكان ولا يزال أقرب ما يكون إلى المريض البسيط، الذي ربما لم يجد قوت يومه، لكنه يجد عند سليمان ما هو أغلى من المال.. يجد إنسانًا.

كشف الغلابة.. ومشرط الرحمة

داخل عيادته، التي لا تُغلق أبوابها في وجه أحد، يحدد “سليمان” قيمة رمزية للكشف لا تتجاوز 80 جنيهًا، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الرقم، فـ”اللي مش معاه.. الكشف ببلاش”، دون مِنّة أو إحراج، بل بابتسامة دافئة ولسان حاله يقول: “أنت مش أقل من غيرك”.

وحين يتعلق الأمر بالعمليات الجراحية، يكشف وجهًا آخر من وجوه إنسانيته، فإما أن يُجري العملية في مستشفى خاص ويتحمل المريض فقط ثمن المستشفى – دون أن يتقاضى هو “أجر إيده” – أو يُجريها في مستشفى حكومي مجانًا، وكأن المال عنده مجرد وسيلة، لا غاية.

الطبيب الذي يسأل عنك.. بعد العملية!

ما يميز “أحمد سليمان” حقًا، ليس فقط التكلفة الرمزية، ولا استعداده للمشاركة في تكلفة العمليات، بل المتابعة المستمرة لحالة المرضى، والاتصال بهم بعد العمليات، والاطمئنان على أحوالهم المعيشية، وكأنه أحد أفراد الأسرة، لا مجرد طبيب انتهت مهمته بانتهاء الجراحة.

وفي مواقف لا تُحصى، تَرك سليمان أثرًا لا يُمحى في قلوب الغلابة، فمنهم من سدد له جزءًا من تكاليف علاجه، ومنهم من تكفل له بجزء من زواجه، ومنهم من دعاه لفرح ابنته، فقط لأنه أنقذ حياته.

طبيب الغلابة.. وملجأ الأطباء

لم يكن “سليمان” ملجأً للفقراء فحسب، بل أصبح ملاذًا للأطباء الشباب الذين يثقون في نُبله، ويرسلون له المرضى غير القادرين قائلين: “ابعته للدكتور أحمد.. هو اللي هيقف معاه”، لأنه ببساطة “ما بتفرقش معاه الفلوس”.

سليمان.. المبدأ قبل المصلحة

في زمنٍ أصبحت فيه “الديلات” مع معامل التحاليل ومراكز الأشعة بابًا للثراء، رفض “سليمان” الدخول في أي علاقات من هذا النوع. لم يستغل مرضاه، ولم يجعل من ألمهم مصدرًا للربح، فارتفعت قامته بين الناس، دون أن يرفع صوته.

الرسالة التي آمن بها

“الطب رسالة.. مش مهنة”، هذه ليست مجرد عبارة يتردد بها أحمد سليمان، بل نهج حياة. لم يدفعه موقفٌ محدد لهذا العطاء، بل تربيةٌ صادقة، وبيئة علمته أن من يملك القدرة على تخفيف الألم عن غيره، فقد ملك كنزًا لا يقدر بثمن.

عن بتوقيت النجع

شاهد أيضاً

إزالة فورية

إزالة فورية لحالتي تعدٍ على أراضٍ زراعية بزمام قروي السلامية في نجع حمادي

في إطار تنفيذ توجيهات الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، بضرورة المتابعة الميدانية ورصد أي …