حارس عالم الموت.. قصة معلم في أبوتشت أصبح مغسل الموتي بقريته: أنا أخر ما يشعر به الميت

على مدار 6 سنوات ، ولا يزال يعمل عادل عبدالبصير صاحب العقد السادس من العمر، في تغسيل الموتي بقريته والقري المجاورة بمركز أبوتشت شمالي محافظة قنا، بعدما كرث جزء من حياته لتغسيل الموتي.

عادل عبد البصير، البالغ من العمر 57 عامًا، معلم تربية زراعية بقرية النجمة والحمران التابعة لدائرة مركز أبوتشت شمالي قنا، الذي يعمل مغسلاً للموتي بقريته والقري المجاورة منذ 6 سنوات، وذلك لوجه الله دون الحصول على أجر.

يقول عبد البصير، في حديثه لـ”بتوقيت النجع” أن فكرة تغسيل الموتى كانت اقتداءًا بأساتذة وعلماء أفاضل بمصر والعالم العربى يقومون بهذه الخدمة ابتغاء مرضات الله فى تكريم الموتى، فلم يجد نفسه أفضل منهم لكى يترفع عن هذه الخدمة أو يكن فى نفسه حاجة منها، فاستعان بالله وبدأ الدخول لعالم ملئ بالروحانيات من يلمسه بتدبر يأخذ أكبر قدر من العظة من هذا الموقف المهيب.

وتابع معلم التربية الزراعية، إنه فى البداية كان الأمر بالنسبة له شاقًا للغاية وله رهبة كبيرة قائلاً:”أول مرة كنت مرعوب لأنى فعليًا كنت أول مرة أشوف ميت ولكن مع التكرار تعودت وبقيت زى الأب لما بيحمى إبنه”، لافتاً أنه اعتاد على الذهاب لعمله وعند طلبه لتغسيل المتوفى يذهب مباشرًة.

وأضاف عبد البصير، إنه من الضرورى فى كل عائلة أن يتواجد مغسل للرجال ومغسلة للنساء، لأن الموت له أسرار وعلامات وليس كل المغسلين أمناء، منوهًا إلي أنه يجب التعامل برفق شديد مع جسمان المتوفى، حيث أن هناك حساسية بجسده أكثر من الانسان الذى ما زال على قيد الحياة، فلابد من الرفق به فمغسل الموتى هو آخر من يشعر به الميت فى الحياة الدنيا.