في ذكرى ملحمة البارود.. كيف أجبر أهالي قنا “موراندي” على الإنسحاب

توثق شهادات أهالي قرية البارود بدائرة مركز قفط، في محافظة قنا، تاريخ أعظم معركة حربية دارت رحاها بين أسطول بحري مدجج بالسلاح( ملحمة البارود)، وبين مواطنين بسطاء تملؤهم العزيمة والتضحية والفداء.

ملحمة البارود

وبحسب أهالي قرية البارود، الذين التقتهم محررة بتوقيت النجع، بمناسبة العيد القومي لمحافظة قنا، والذي تحل ذكراه في مثل هذا اليوم من كل عام، فقد شهد يوم ٣ مارس عام ١٧٩٩م، وصول ١٢ سفينة حربية من الأسطول الفرنسي، وتقدمها سفينة القيادة ايتاليا، بقيادة الأميرال موراندي، في محاولة منهم للولوج إلى جنوب مصر واحتلال أرضية.

يقول عبد الناصر دنقل، عمدة القلعة، أن الأهالي بادروا الأسطول الفرنسي بهجوم مباغت، بعد أن فتحوا عليه النار بما كان بحوزتهم آنذاك من أسلحة بدائية، وقالوا نيران العدو ومدفعيته بصدور مقبلة غير مدبرة، دون خشية للموت.

يضيف دنقل، أن معركة الصمود والكرامة استمرت لساعات طويلة، ارتقى خلالها العديد من الشهداء الأبرار، وتكبد فيها الأسطول الفرنسي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

ويتذكر محمود المغربي، أحد شباب القرية الباسلة، روايات أجداده حول ذكرى معركة البارود قائلا: “قالولي أن المعركة كانت كبيرة وعظيمة، هزمنا فيها اكبر أسطول بحري، واجبرناه على التراجع والانسحاب”.

يروي المغربي’ أن سيرة المقاتلين العظام الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تراب الوطن لا تنقطع ويتناقلها أبناء القرية جيلا بعد جيل، ويحتفون بهم وببطولاتهم عاما بعد عام.

الكاتب القنائي يحى ابو عرندس، من أبناء القرية، أوضح في شهادة لمحررة بتوقيت النجع، أن ملحمة البارود البطولية التي سطرها أهالي قفط، سجلها التاريخ بحروف من نور، كأحد أهم المعارك البحرية البرية، التي كانت سببا رئيسيا في نهاية الاحتلال الفرنسي لمصر وانسحابه من أرضها الطاهرة.

يلفت ابوعرندس، إلى أن معركة البارود التاريخية، التي قاتل فيها القنائين بالعصا والشوم، دللت على مايتمتع به أهل الصعيد من رباطة الجأش ووحدة الصف، وفسرت بسالتهم الموروثة في الدفاع عن الأرض والعرض، لتبقى ذكرى الملحمة شاهدا على النصر والعزة والكرامة.

وتنظم محافظة قنا في ٣ مارس من كل عام احتفالية بالعيد القومي للمحافظة، يحضرها القيادات الشعبية والتنفيذية، ويتم خلالها وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء المعركة، فيما تتخذ الدولة خطوات حثيثة للنهوض بالقرية وتنميتها جنبا إلى جنب مع قرى ومدن ومراكز المحافظة.

 

كتب: سمر احمداني

موضوعات متعلقة :

في عيدها القومي.. محافظ قنا يستعرض أهم الإنجازات والمشروعات التنموية