كَرَّمَتْهُ زوجة السادات.. «شحاتة عثمان» معلم الأجيال وسفير اللغة العربية في السعودية
بتوقيت النجع
16 مارس، 2021
بره الشباك, مقالات ثابته
1,637 زيارة
كتبت: ندى بدر
تحظى محافظة قنا بشخصيات عامة مؤثرة بالمجتمع ونماذج يحتذى بها وسير عطرة تتوارثها الأجيال، لما قدموه خلال مسيرة حياتهم من ثقافة وفكر وعطاء فتركو تاريخ حين يُذكر بعد رحيلهم تُرفع له القبعة تمجيدًا واعترافاً بفضلهم، ومن بين هؤلاء المعلم المثالي بمصر والسعودية الراحل شحاتة عثمان، ابن مركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا.
شحاتة محمد عثمان أحمد من مواليد 1942 بقرية عزبة البوصة شرق النيل، التابعة لمركز نجع حمادى، شمالى محافظة قنا، تخرج من كلية دار العلوم جامعة القاهرة بوقتٍ كان من النادر به الالتحاق بجامعة القاهرة، فزامل بالجامعة كبار المفكرين والعلماء والسياسيين، وتخرج منها بتقدير جيد جدًا، صاحب رحلة الكفاح الطويلة التي تلمس وجدان كل من يعرفه، معلمًا وكاتبًا وشاعرًا وروائيًا ومشاركًا بالمؤسسات السياسية وسفيراً للغة العربية بالمملكة السعودية.
أرتبط عثمان بحكم دراسته بجامعة القاهرة ونشأته الفكرية بفترة الشباب بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فانضم آنذاك للاتحاد الاشتراكى ومنظمة الشباب وتأثر بالفكر الناصرى، وتدرب كصحفى فى جريدة روزاليوسف مع الاعلامى الكبير مفيد فوزى نظرًا لعشقه للكتابة والأدب والثقافة فعمل لمدة عام محرر صحفى ومراجع لغوى فى الجريدة.
بعد عودة عثمان إلى بلدته، بعد رحلة سفر طويلة خارج البلاد، تسلم عمله الحكومى بإحدى مدارس مركز نجع حمادى، ولم يكمل سنوات بعمله حتى أسس فكرة “فصول التقوية” لتقوية الطلاب واعطائهم دروس مجانية داخل المدرسة ليصبح صاحب فكرة فصول التقوية ومؤسسها فى السبعينات.
تميز” عثمان” بتدريس اللغة العربية وتفانيه فى العمل فحصل على لقب المعلم المثالى على مستوى محافظة قنا، وتدرب وسافر للقاهرة واختير المعلم المثالى على مستوى الجمهورية وكرمته السيدة جيهان السادات ونائب الرئيس فى ذلك الوقت، ليتخرج من تحت يده كبار الاطباء والمستشارين والمسئولين، حتي نال لقب “معلم الأجيال” عن جدارة واستحقاق، كانت تربطه علاقة قرابة ومحبة بالنائب عبدالرحيم الغول، فجال معه بالقرى والنجوع لخدمة الأهالى، فكان من الداعمين له فانضم للعمل السياسى وتبوء منصب أمين مركز شباب نجع حمادى، وامين شباب الاتحاد الاشتراكى.
عمل معلم الأجيال في المملكة العربية السعودية، لمدة تصل لـ20 عامًا متفانيًا بالمهنة التى يعشقها فكان يدرس اللغة العربية بمعهد السعودية النموذجى فى الرياض لأبناء وأحفاد الملك فهد بن عبدالعزيز، فارتبط بالأمراء وارتبطو به فى سابقة هي الأولي أن يحب الأمراء مدرس غير سعودى، ونظراً لتميزه هناك بتدريس اللغة العربية حصل على لقب المعلم المثالى بالسعودية وتم تكريمه وحصل على جائزة تقديرية لجهوده، فدشن مبادرة يقوم فيها طلابه من الأمراء بتنظيف الشوارع وطيها بالدهانات وكان المعلم المثالى مشرفًا عليهم، فى بادرة لاقت استحسان أولياء الأمور بالسعودية لما قام به معلم الأجيال.
عمل شحاته عثمان، لمدة عامين وكيلاً لمدرسة القاهرة الدولية للغات ثم وكيل مدرسة نجع حمادى الثانوية بنات، وخاطب السيدة سوزان مبارك بالتسعينات برسالة عبر البريد المصرى مصحوبة ب” C D” يحمل خريطة نجع حمادى وعدد سكانها ومصنع الألومنيوم وشركة السكر ومزاياها طالباً انشاء مكتبة لنشر الثقافة بالمركز حيث كانت راعية للثقافة فى ذلك الوقت، ولم يكن يتوقع الرد سريعًا، فأرسل له اللواء عادل لبيب محافظ قنا فى ذلك الوقت واخبره باستجابة السيدة سوزان مبارك لطلبه وتم انشاء مكتبة سوزان مبارك فى مركز نجع حمادى بشارع 15 مايو بجوار مسجد أبو بكر الصديق، وتم تفعيلها لمدة عام.
تولى عاشق اللغة العربية، منصب وكيل المجلس المحلى بنجع حمادى، ورئيس لجنة التعليم بالمجلس، وأمين المجالس المحلية بالحزب الوطنى عام 2009، وأصدر ” المعلم المثالى” 5 مؤلفات فى اللغة العربية والحروف والامثال وتفسير معانى القرآن الكريم، فيما قد رَحل عن بعد صراع مع المرض عام 2019 قائلاً لأبنائه: “لم أترك لكم إرث مادى ولكن تركت لكم أسماً ستفخرون به حين يُذكر”.