أخبار عاجلة
دير الأنبا بضابا في نجع حمادي
دير الأنبا بضابا في نجع حمادي

أرتدت أزياء الرجال من أجل دير الأنبا بضابا.. الأم سارة: قصة القديسة التي أبهرت العالم

نجع حمادي: شادي ادوارد

على الرغم من وفاتها منذ سنوات طويلة، إلا أن الأهالي في مدينة نجع حمادي لا تزال تتذكر الأم سارة كبيرة ورئيسة راهبات دير الأنبا بضابا، وأقدم راهبات الصعيد، والتي امتدت حياتها الرهبانية لـ55 عامًا.

هي عايدة جاب الله سعيد، والتي سُميت بـ الأم سارة، سيامتها‏ ‏راهبة‏ ‏بيد‏ ‏المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏مينا‏ إبن قرية الرحمانية قبلى، وكانت‏ ‏تعيش‏ ‏بالدير‏ ‏مع‏ ‏راهبة‏ ‏أخري‏ ‏هي‏ ‏الأم‏ ‏مريم‏، والتي كانت تتخفي ليلا في أزياء الرجال لتقوم بحراسة الدير ‏لمنع‏ ‏اللصوص‏ ‏من‏ ‏سرقة‏ ‏الدير‏.

أقدم راهبات الصعيد، من مواليد مدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، وكانت أسرتها من أغنياء وأعيان المحافظة، لكنها لم تأبه بالمال وإختارت أن تعيش حياة التقشف والخلاء، حيث كانت تسلك سلوكا رهبانيًا منذ نعومة أظافرها، ونمت لديها فكرة الرهبنة واعتزال العالم فى سن الخامسة عشر من العمر عن طريق إرتباطها الشديد بالكنيسة وتعاليم الانجيل.

اشتهرت الأم سارة وسط أهالى المحافظة «مسلمين وأقباط»، حيث كان يأتى لها الزائرين من مختلف المحافظات وخارج مصر لمشورتها وحكمتها، وكان يجلس معها أصحاب المشكلات والحائرين وتعطيهم المشورة، فضلا عن العلاقات الترابطية قوية التي كانت بينها وبين ‏نحو‏ أكثر من 23 ‏أسرة‏ ‏مسلمة‏ ‏بجوار‏ ‏الدير‏ ‏فكانت تبادلهم التهانئ والتعازى وكانت معهم فى مختلف المناسبات والظروف ودائمًا ما يأخذون مشورتها.

ذاع صيت الأم سارة بشكل كبير فى منتصف الثمانينات، وبقاء ‏الأم‏ ‏سارة‏ ‏داخل الدير كان‏ ‏سببًا‏ قويًا ‏لزيارة‏ ‏الدير‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏الوفود‏ ‏الأجنبية التى تأتى من خارج مصر، على الرغم من كونها لم‏ ‏تتلقي ‏أي تعليم ‏لكنها ‏كانت‏ ‏تحفظ‏ ‏الإنجيل‏ ‏ومزامير‏ ‏داود‏ ‏ودومًا فى صيام ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أعطاها‏ ‏حكمة‏ ‏في‏ ‏إرشاد‏ ‏الآخرين‏.

خدمت الأم سارة في دير الأنبا بضابا بنجع حمادي عدة سنوات وسلكت مسلك، ومارست أعمال الرحمة والمحبة، حتي مرت بصراع مع المرض حيث تعرضت لضعف في عضلات القلب وإنسداد في الشريان التاجي وأصيبت ‏بالسرطان‏ ‏بالكتف،‏ ‏وأمتد إلى أجزاء كثيرة من جسدها.

مرض السرطان الذي عانت منه الأم سارة، أدي ‏لسقوط‏ ‏أسنانها‏ ‏وفكها‏، ‏وشفيت من المرض ‏كما وصف الجمبع مع حدث معها وشفاؤها أنها «معجزة»‏ من السماء، وفى عام 1996 ‏أصيبت‏ ‏بجلطة‏ ‏بالمخ‏ ‏ادت ‏لشلل‏ ‏نصفي‏ ‏وشلل‏ ‏في‏ ‏حركة‏ ‏البلعوم‏ ‏وفقدت‏ ‏قدرتها‏ ‏علي‏ ‏البلع‏ ‏لعدة أيام ‏واحتجزت‏ ‏داخل مستشفى ‏بمحافظة القاهرة ‏وتحسنت‏ ‏حالتها‏ الصحية ‏لتعود‏ ‏للدير‏ ‏وهي‏ ‏تعاني‏ ‏من الضغط‏ ‏والسكر‏.

عاشت الأم سارة حياة صعبة، بدايًة عندما فقدت والدتها وأصرت أن تزوج والدها قبيل مضي الأربعين الخاصة بوالدتها، ومن هنا بدأت رحلة حياة الراهبة الأم سارة بدير الأنبا بضابا بنجع حمادي، حتي توفيت في 25 مايو من عام 2009 ودفنت بمزارها بمقبرة الرهبات داخل الدير عن عمر ناهز الـ70 عام.

عن بتوقيت النجع

شاهد أيضاً

تجليس الانبا بضابا أسقف نجع حمادي الجديد

ذكري رسامة الراهب انسطاسي السرياني.. أصبح أسقفا لـ نجع حمادي

نجع حمادي: كيرمينا جميل تمر اليوم ذكري رسامة الراهب انسطاسي السرياني، الذي رُسم منذ قرابة …