خاص بتوقيت النجع
انطلق المزارع “محمد السمان”، أحد أهالي قرية حمرة دوم بنجع حمادي، بحثا عن بعض سماد عضوي من التربة، وبضربة فأس اصطدمت بجرة في باطن الأرض، خرجت للعالم مخطوطات نجع حمادي عام 1945، الكشف الذي تسبب في سن قانون حماية الآثار، تحت إشراف عميد الأدب العربي طه حسين، ووزير المعارف في ذلك الوقت.
عبر سنوات وسنوات، وثقت الجغرافيا المكانية ملامح تاريخ قرية حمرة الدوم الملاصقة لجبل الطارف شرق مدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا، كواحدة من القرى ذائعة الصيت التي لم تفلح سيرة أهلها، وعاداتهم الموروثة الحميدة في تغير توصيفها الذي وضعها رغم عنها في دائرة الدم والنار.
في حمرة دوم، يختلط المجتمع ما بين مثقف نال قسطًا وافرًا من التعليم الذي يصل في بعض حالاته إلى المرحلة الجامعية، وبين آخر لا يعرف القراءة والكتابة، إلا أنه يحفظ عاداته وتقاليده عن ظهر قلب.
وبحسب الباحثين في تاريخ مصر القديم، حظيت قرية حمرة الدوم بسيرة عطرة، ومواقع أثرية، لا تزال قيد البحث والتنقيب والدراسة، بالرغم من أنها معروفة اعلاميًا بأنها بلاد الدم والنار، وأنجبت أكثر من مجرم عُرف بـ ” خط الصعيد”.
يقول محمود مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بمنطقة مصر العليا، إن قرية حمرة دوم، قرية تاريخية، بها العديد من الآثار، خاصة بعد اكتشاف مخطوطات نجع حمادي بها في 1945 بمغارة جبل الطارف، كما أنه في مايو عام 2017 اكتشفت هيئة الآثار بمنطقة نجع حمادي، خبيئة من تماثيل محنطة للإله “سوبك” بمنطقة آثار قرية حمرةدوم، منها مومياء تمساح بلغ طوله أربعة أمتار، ومومياوتان مهشمتان لتمساحين طولهما 120 سم، وتماسيح أخرى بأطوال متباينة، بالإضافة إلى رؤوس حيوانات أخرى، وأدوات تحنيط ولفائف الكتان، كانت تُستخدم عند الفراعنة.
ويوضح أيمن ابوالوفا، مفتش آثار أول بمنطقة آثار نجع حمادي، أن مغارة جبل الطارف القبطية والتي تقع بجبل الطارف بقرية حمرة الدوم على ارتفاع حوالي( 50 م )، تم إنشاءها في العصر الفرعوني لأنها تتشابه مع مقبرتي” الأمير ايدو و الأمير ثاواتي، وأعيد استخدام المغارة في العصر القبطي وعثر بها على مجموعة من المخطوطات القبطية وعددها 13 مخطوطة قبطية تحوي 52 نصًا دينيًا وفلسفيًا موضوعه في أغلفه من الجلد الأسود واشتهرت بعد ذلك بمكتبة نجع حمادي القبطية، وتم وضع المخطوطات في المتحف القبطي بالقاهرة.
ويشير أبو الوفا، إلى أن المخطوطات التي عثر عليها، ومغارة جبل الطارف، تدل على قيمة حمرة الدوم الأثرية والتاريخية، غير المعروف عنها بأنها بلاد الدم والنار، فما زال جبل الطارف بقرية حمرة دوم، يحوي خبايا تاريخية كبيرة لها قيمتها العظيمة.