أرواحهم تغادر المنزل مساءًا.. حقيقة روايات تحول التوائم إلي قطط بقنا: السر في لبن الجمال
بتوقيت النجع
15 أغسطس، 2021
مقالات ثابته, ملفات
4,988 زيارة
تخيل أن روحك تغادر جسدك كل ليلة، من أجل أن تسكن جسد آخر أو تتخذ صورة مخلوق أخر لتتجول فى الليل هنا و هناك بينما جسدك باق فى مكانه ميت تقريبًا، فبين هذا وذلك تنتشر قصص عن التوائم الذين يتحولون إلى قطط مساءًا.
حقيقة تحول التوائم إلي قطط
روايات وخرافات قديمة غير مؤكدة، تنتشر في محافظات الصعيد، ومن بينها محافظة قنا، أعتقد فيها المواطنين، أن إنجاب التوائم يؤدي لتحولهم لقطط، فهل يملك شخصًا في أيًا من العمر، تلك القدرة الخارقة على التحول من إنسان إلي قطة؟ هذا السؤال نطرحه خلال السطور المقبلة.
الأقاويل المنتشرة في أنحاء عدة بقري ونجوع مدن ومراكز محافظة قنا، تكمن في تحول الأطفال التوأم إلى قطط دون ذيل ناصعة البياض عيناها لها بريق لامع لا تستطيع رؤيتها سوى على هيئة وميض فاعتقد الأهالي أن لبن الجمال هو السر في عدم تحول روح أطفالهم التوأم إلى قطط ولكي يتجنبوا كل هذا يقوم مسرعين لشراء لبن الجمال ليتناوله التوأم على مدار أربعين يوماً من تاريخ ولادتهم.
تروي أم محمود، ربة منزل من محافظة قنا، قصة إنجابها لطفلين توائم، وهم حسن وحسناء، قائلًة:”جبتلهم لبن الجمال لكن حسن رفض تناوله ولفظه، مما أدي لتحول روحه إلي قط أبيض دون ذيل كل مساء”.
وتابعت ربة المنزل في حديثها لـ”بتوقيت النجع” أن ما كان يحدث مع حسن عند نومه، يمكن في خروج روحه وتحولها إلي قط أبيض دون ذيل، يحوم حول المنزل ويقتحم منازل الجيران ويأكل جميع ما تشتهيه نفسه.
وتضيف أم محمود، أنه عندما كانت تخرج روح طفلها على شكل قط، ويصيبه أذى من قطط الشوارع، تظهر آثار تلك الأذي على جسده فورًا، لافتًة إلي أنها لا تستطيع أن تلمس جسد طفلها أثناء نومه بمفرده خوفًا من أن تكون روحه خارج جسده على شكل قط فيموت.
وتشير ربة المنزل، أنها كانت تجلس بجوار طفلها قبل نومه بساعات، وتضمه إلى أحضانها وتنام بجواره خلال عقده الأول من العمر، حتى لا تتحول روحه إلي قط أبيض، وحتي لا يتعرض لأي أذي، وذلك هي موروثات ومعتقدات قد ورثتها عن جدها وجدتها.
فيما تؤكد مديحة أحمد، ربة منزل من مدينة نجع حمادي، أنها بعدما أنجبت توائمًا، أصرت على البحث عن لبن الجمال، بعدما نصحتها والدتها، حيث أن لبن الجمال يحمي الأطفال من تحول أرواحهم إلي قطط.
فيما كشف الدكتور عادل السيد، المدرس بكلية الطب البيطري بجامعة جنوب الوادي بقنا، حقيقة الأمر، قائلًا:”من وجهة نظري من الناحية العلمية هناك استحالة أن يتحول الإنسان الى قط و كأستاذ في الطب البيطري عندما يأتيني قط مريض هل علي أن يتيقن ما إذا كان قطًا حقيقيًا أم أنه روح لأحد التوائم بالتأكيد خرافة و أسطورة ربما لها أصول و ربما لها تفسيرات عدة”.
وذكر السيد، أن القطط استأنسها الإنسان منذ ما يزيد عن عشرة آلاف سنة أما في مصر فهي موجودة منذ قديم الزمن فالقطة في مصر القديمة تعيش بيننا حتى الآن، فالقطط سلالات عديدة يوجد منها العشرات على مستوى العالم و يوجد بعض من هذه السلالات فى مصر.
ويورد المدرس بكلية الطب البيطري، أن هذا الاعتقاد الشعبي كان لابد أن يجدوا له علاجًا و ربما لأن لبن الأبل ورد كعلاج في الحديث الشريف، واستخدمته البيئات الصحراوية والريفية لعلاج كثير من الأمراض فاستخدموه كعلاج لهذه المشكلة التي اعتقدوا في وجودها.
ويوضح السيد، أنه لا علاقة لحليب الابل البتة و هذا الأمر و إن كان لبن الإبل يخضع أيضًا لاعتقادات خاطئة فخاض في الحديث فيه و في فوائده من غير أهل الاختصاص فأساءوا أكثر مما أحسنوا و ضروا أكثر مما نفعوا، منوهًا إلي أنه من الاستحالة تحول الإنسان إلى قط.
تحول التوائم إلي قطط
تحقيق: أحمد محي