تسعى العديد من الأسر المصرية وخاصًة في صعيد مصر إلى تزويج الفتيات في سن مبكرة، اعتقادًا منهم بأن زواج الفتاة فى سن صغيرة ستر لها وتملق من أعبائها عند البعض، وهناك فتيات صغار يتمنين الزواج ومع عدم وعيهن يعتقدن أن الزواج هو ملاذهن للرفاهية من هدايا وحلى وغيرها مما يقدم الزوج للزوجة عند الزواج، مع عدم وعيهن الكامل بصعوبة هذه المسئولية وتكوين أسرة ينبت من خلالها جيل واعى، ولكن هل زواج الفتيات ستر لها، وله سن معينة؟
البعض يري أن زواج الفتاة غير مقترن بس معينة ما دامت الفتاة وصلت لسن البلوغ فبإمكانها أن تصبح زوجة وتعى بواجباتها الزوجية، ما دامت اكتملت بنيتها الجسدية، والبعض الآخر يرى أن الزواج بسن مبكرة خطير جدًا، مما يترتب عليه الإضرار بالفتاة فوصولها لسن البلوغ لا يعني اكتمال بنيانها الجسدي وكذلك العقلى والفكرى، والبلوغ ليس مقياسًا لاكتمال البنيان الجسدي الذي يختلف من فتاة لأخرى.
ستر الفتاة
يقول محمد تغيان، أحد أهالي قنا، أن الزواج المبكر هو ستر للفتاة، طالما الفتاة وصلت لمرحلة البلوغ يجب تزويجها وسنها الصغير لا يمنع الزواج فالعامل الأول لزواج الفتاة من وجهة نظره هو وصولها لسن البلوغ.
فيما تختلف معه بالرأى رنا محمود المقيمة بمركز أبوتشت بقنا، حيث تزوجت فى سن صغيرة وترى أن الزواج المبكر من أسوأ التجارب مبررًة ذلك أنها عاشت جميع مراحل عمرها بمرحلة الزواج من دراسة وحمل وولادة فكانت التجربة شاقة لها للغاية ومخاطرة، وعرضة للفشل سواء بتعليمها أو حياتها الزوجية قائلًة: “الأمر الواقع أن الحياة تستمر ورغم صعوبة تجربتى لكنى حاولت النجاح والحمد لله نجحت فيها وهذا يختلف من فتاة لأخرى، بالطبع ما نجحت فيه قد تفشل فيه فتاة أخرى”.
أما مى يوسف، المقيمة بمركز نجع حمادي، ترفض الزواج المبكر لتحمل الفتاة مسئولية صعبة وتعد أكبر من عمرها، وترى أن اغلب الفتيات يفرحن بالخطوبة والزفاف والهدايا وتصدم بعد الزواج وقد يحدث طلاق.
القومي للمرأة: مخاطر صحية ونفسية
تؤكد ماجدة الشرقاوى رئيس مجمع إعلام نجع حمادي وعضو المجلس القومى للمرأة، أن الزواج المبكر ينجم عنه مخاطر نفسية وصحية وكثير من الصعوبات، التى تعيق ممارسة الفتيات لحياتهن بشكل طبيعى، وهناك بعض التأثيرات الطبية منها مخاطر على مشيمة الفتاة مما ينتج عنه أطفال مشوهين.
هيستيريا وأضطرابات
وتوضح ريهام شمروخ، استشارى نفسى، أن للزواج المبكر مخاطر عديدة على صحة الفتاة النفسية حيث تتعرض الفتاة لبعض الأمراض النفسية مثل الهيستريا والفصام والاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية، نتيجة للحرمان العاطفى من حنان الوالدين وكذلك اضطرابات فى العلاقة الحميمة بين الزوجين ناتج عن عدم إدراك الطفلة لطبيعة العلاقة وعدم وصول الفتاة للنضج العقلى والجسدى الذى يؤهلها لتحمل تلك المسئولية من تكوين الأسرة.
وتضيف شمروخ، أن الفتاة تكون أكثر عرضة للعنف المنزلي نتيجة لعدم تكوين شخصيتها المتفردة واكتمال نضجها العقلى، بالاضافة لشعورها بعدم الثقة بنفسها فتصبح أكثر عرضه للاكتئاب بسبب تخلي الوالدين عنها فى هذه السن الصغيرة مما يؤدي إلى اضطرابات قد تنعكس على أطفالها نتيجة لعدم البلوغ العقلي فينشأ جيل غير صحيح نفسيًا.
طبيب: زيادة معدلات الإجهاض
ويشير الدكتور علاء عبدالله، أخصائى النساء والتوليد فى مركز نجع حمادى شمال محافظة قنا، بأن للزواج المبكر آثار صحية على الفتيات المتزوجات مبكرًا، وذلك في زيادة معدلات الإجهاض المتعمد الذى ينطوى على مخاطر صحية قد تؤدي إلى الوفاة، إلى جانب الخطورة على الطفل الذي تلده الفتاة الصغيرة وانخفاض وزنه عند الميلاد واختناق بين الرضع مما يؤدى إلى وفاة الرضيع، والإصابة بمشاكل صحية على الفتاة حيث يجعلها تتحمل مسئوليات أكبر منها.
وتابع أخصائى النساء والتوليد بنجع حمادي، أن كل ذلك يؤدى إلى عدم قدرتها على تنظيم الأسرة والتخطيط لحياة مستقرة وقد يعد الزواج فى سن مبكرة من أهم أسباب الطلاق، فهناك علاقة بين الزواج المبكر والطلاق، وزواج الفتاة فى سن صغيرة قد يؤدى إلى ممارسة العنف ضدها ولا يقتصر على العنف الجسدي فقط وإنما يتعدى إلى أشكال متعددة من العنف الجسدي.
حبس وغرامة.. عقوبة زواج القاصرات
وفي سياق متصل كشف حسام عبدالحميد، محامى بدائرة مركز أبوتشت شمالى محافظة قنا، عن النص القانونى لعقوبة زواج الأطفال والقاصرات، بأن المادة رقم” 227″ فقرة” أ” من قانون العقوبات نصت على “أنه يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز عن سنتين أو بغرامة لا تزيد عن ثلاثمائة جنيه، كل من أبدى أمام السلطة اثبات بلوغ أحد الزوجين السن المحدد قانونًا لضبط عقد الزواج أقوالاً يعلم أنها غير صحيحة أو حرر أو قدم لها أوراق كذلك متى ضبط عقد الزواج على أساس هذه الأقوال أو الأوراق”.
وأشار ” عبدالحميد” أن زواج القاصرات يتم بالإشهار فقط ” ما يسمى بالسنة” فى صعيد مصر، مع أخذ إيصال أمانة على الزوج بمبلغ كبير قد يصل إلى 500 ألف جنيه وأكثر، لحين إبرام عقد الزواج الأساسية المعترف به قانونياً، ويستطيع الزوج استعادة هذا الإيصال عند وصول الفتاة للسن القانونى للزواج، والتزام الزوج بإبرام عقد الزواج القانونى والشرعى.
شيخ الأزهر: لا يوجد نصوص صريحة
وضح فضيلة الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف فى لقاء تليفزيونى سابق، الأصل فى قضية الزواج المبكر، بأنه لا يوجد نص صريح وقاطع سواء فى القرآن الكريم أو السنة النبوية يبيح هذا الموضوع أو يمنعه، ولكن عولج فى إطار التشريع العام وهو الترغيب فى الزواج لأن الإسلام يقرر أن الزنا حرام وأن اتصال الرجل والمرأة خارج إطار الزواج الشرعى محرم فإذن لا مفر من تيسير الزواج والدعوة إليه وتبسيطه.
وأضاف ” شيخ الأزهر” أن غالبية الفقهاء يجيزون هذا الزواج وبعضهم منع زواج القاصرات وحتى جعل العقد فيه باطلاً لا تترتب عليه آثار شرعية، مبيناً بأن طبيعة الزواج تقف بجوار هؤلاء المانعين لأن زواج ولد أو بنت لم يبلغو فإن هذا الزواج لا يعى المسئولية ولا الزواج ولكن حين يبلغ أحدهما ينقلب الزواج إلى جحيم حيث يدرك طبيعة الزواج، لذلك هذا الزواج مخاطرة.
ولفت ” الطيب” إلى إجازة الفقهاء لهذا النوع من الزواج بأنه كان موجوداً أو شبه موجود فى المجتمع، ويفرق الشيخ الطيب بين القاصرات بمعنيين القاصرات بمعنى ما دون البلوغ والقاصرات بعد البلوغ مباشرةً، فلا يظن بأن الزواج دون البلوغ كان موجودًا أو حدث أو كان ظاهرة تلفت النظر إنما ما كان يحدث هو زواج البنت بعد بلوغها او الانتظار حتى تبلغ مباشرةً فيتم تزويجها.
بتوقيت النجع: ندى بدر، هيام بيومي، مها سيد
موضوعات متعلقة :
الأسود يليق بك.. مذهلة في نجع حمادي يقدم العبايات الراقية بألوان مختلفة وأسعار تنافسية
العثور على جثة داخل منزل بقوص في ظروف غامضة.. والأمن يكثف جهوده لكشف التفاصيل
مصرع عامل بطلقات نارية بسبب بناء «سلم» بقرية حمرة دوم في نجع حمادي
الصحة: تسجيل 801 حالة إيجابية جديدة بفيروس كورونا ..و 43 حالة وفاة