سيطرت حالة من الصدمة والحزن العميق على أهالي مدينة قفط، جنوبي محافظة قنا، صباح اليوم، عقب الإعلان عن وفاة الطبيب الشاب الدكتور محمد أنور عشري، استشاري القلب والقسطرة القلبية بمستشفى قفط التخصصي، والذي تُوفي داخل وحدة العناية المركزة بعد ساعات قليلة من مشاركته في إجراء أول عملية من نوعها داخل المحافظة.
الدكتور محمد أنور، الذي عرفه الجميع بابتسامته الهادئة وخلقه الرفيع، لفظ أنفاسه الأخيرة داخل ذات المستشفى التي أفنى عمره في خدمتها، إثر وعكة صحية مفاجئة لم تمهله طويلاً، ليغادر الحياة فجأة وهو في قمة عطائه.
إنجاز طبي غير مسبوق.. وخاتمة صادمة
وكان الطبيب الراحل قد شارك، صباح اليوم، ضمن فريق طبي في مستشفى قفط التخصصي، في إجراء أول عملية زراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب لسيدة تبلغ من العمر 75 عامًا، عانت طويلاً من اضطراب في نبضات القلب، وقد تكللت العملية بالنجاح، في سابقة تُسجل للمرة الأولى داخل محافظة قنا.
لكن ساعات قليلة بعد الإنجاز، شعر الطبيب بإعياء شديد أثناء عمله، ليُنقل على الفور إلى العناية المركزة، حيث تُوفي بعد دقائق من دخوله، ما سبب صدمة بين زملائه ومرضاه وأهالي المدينة الذين لم يصدقوا الخبر في البداية.
الأهالي: فقدنا طبيبًا من طراز نادر
يقول أحد جيران الفقيد: “كان طبيبًا خلوقًا، يخدم الجميع دون تمييز، لم يكن يعاني من أي مرض، وفاته كانت صدمة لنا جميعًا، قفط كلها في حالة حزن وحداد، لم نفقد طبيبًا فقط، بل فقدنا إنسانًا نادرًا في طباعه وسيرته”.
وأضاف: “قبل ساعات فقط، كنا نحتفل بإنجازه في إنقاذ حياة سيدة مسنّة.. لم نكن نعلم أن هذا الإنجاز سيكون آخر ما يفعله في حياته”.
رسالة أداها حتى النفس الأخير
الطبيب محمد أنور عشري، بحسب زملائه، كان أحد أعمدة وحدة القسطرة القلبية بمستشفى قفط، وشارك في عشرات الحالات الحرجة، وكان لا يتأخر يومًا عن مريض، حتى في أوقات الإجازات، مكرّسًا حياته لخدمة الناس وشفاء القلوب، حتى توقف قلبه فجأة وهو يؤدي رسالته التي آمن بها.
وداع الطبيب الإنسان
ومن المقرر أن يُشيّع جثمان الطبيب الراحل في جنازة مهيبة من مسقط رأسه، وسط حالة من الحزن العام على مستوى قنا وقراها، فيما طالب عدد من زملائه وإدارته الصحية بإطلاق اسمه على إحدى القاعات أو الأقسام بالمستشفى تخليد