بتوقيت النجع
فرشوط: فاطمة محمود
على الرغم من دخولها الثانوية الفنية التجارية، إلا أنها كافحت لتحقيق حلمها بإكمال دراستها، لتكسر كل الحواجز التي أمامها وتصبح مدققة لغوية في جامعة الأزهر الشريف، وعلى مقربة من مناقشة رسالة الماجستير.
سماح محمد عبدالشافي محمد، ذات العقد الثالث من العمر ابنة مدينة فرشوط شمال محافظة قنا، نموذج للجد والاجتهاد وتحدي الظروف، كانت تحلم بالالتحاق بالثانوية العامة لتلتحق بعد ذلك بكلية الحقوق لأنها كانت تحلم بأن تمتهن مهنة المحاماة، ولكن عدم دخولها الثانوية العامة لم يمنعها من دخول الجامعة.
ابنة فرشوط واجهت صعوبات عدة في المرحلة الثانوية فلم تتمكن من دخول الثانوية العامة، ودخلت الثانوية الفنية التجارية، بسبب وفاة والدها وإجرائها عملية جراحية، لتحصل على دبلوم التجارة، وبعد ذلك تقرر أن تخوض المرحلة الثانوية من جديد، من أجل تحقيق حلم الالتحاق بالجامعة.
فتاة فرشوط، التحقت بالثانوية العامة ومنها بكلية دار العلوم قسم اللغة العربية بجامعة المنيا، وسط تحديات عدة خاضتها كان من أبرزها رفض أسرتها الالتحاق بالجامعة، قائلًة:”انا كنت بحب التعليم والذهاب للمدرسة ومثلي مثل أي طالبة تتمنى الالتحاق بالثانوية العامة، إلا أن ظروفي الصحية فضلا عن وفاة والدى منعتني من ذلك فألتحقت بالثانوية التجارية”.
وتكمل الفتاة حديثها:” تحديت كل الظروف وكل الصعاب، بعدما تقدمت للالتحاق بكلية دار العلوم بعد خوض المرحلة الثانوية من جديد، وكنت منتسبة بجامعة المنيا، وأذهب لأداء الامتحانات فقط وعلى الرغم من ذلك كانت تقديري إمتياز في الـ4 سنوات”.
الفتاة الحالمة ابنة فرشوط اجتهدت وحققت حلمها، وأصرت على استكمال تعليمها، غير عابئة بالظروف المحيطة بها لتصنع من الصعاب التي مرت بها قصة نجاح يحتذى بها، لتصبح مدققة لغوية في جامعة الأزهر.
سماح أتمت حفظ القرآن الكريم أيضًا في سن السادسة عشر، بمساعدة الشيخ محمد مسعود الزليتني، حيث حفظته بالتجويد والأحكام، قائلًة:” فضل الشيخ الزليتنى بعد ربنا عليا كبير فهو الأب الروحي وصاحب كل نجاح وصلت إليه”.
فتاة فرشوط بعد تخرجها من الجامعة، قررت إنشاء مقرأة لتعليم وتحفيظ القرأن الكريم بمركز فرشوط، وذلك ليلتحق بها الأطفال الذين يرغبون في حفظ كتاب الله، وساعدت المئات من الأطفال في حفظ القرآن الكريم كاملا.
ابنة محافظة قنا تولت منصب مدقق لغوي أيضًا في جامعة الكويت لمدة 3 سنوات، حتى أرسلت الجامعة خطاب تزكية لجامعة الازهر، من أجل تعيينها مصححًا ومدققًا لغويًا، وعينت بالجامعة، لتحقق الكثير من أحلامها، وتسعى خلال الفترة الحالية في تجهيز مناقشة رسالة الماجستير قائلًة:” لولا فضل زوجي وأهلي لم اصل للمكانة التي بها اليوم”.
