نجع حمادي: ندى بدر، محمد شعبان
تبذل قطاعات وزارة الداخلية تنفيذا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، جهودًا مضنية من أجل إحكام السيطرة وملاحقة تجار المخدرات بمختلف أشكالها في شتى المحافظات والمناطق.
وفي محافظة قنا، حيث يلاحق رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة جميع تجار المخدرات والتي من أبرزها تجار الشابو المخدر، ما اسفر عن ضبط أكبر القضايا في جميع مدن ومراكز المحافظة المختلفة.
ملاحقات ومطاردات أمنية مكثفة ومستمرة، لضبط الخارجين عن القانون، ومروجي الشابو المخدر، بعد أن اصبحت مادة الشابو المخدر هي كلمة السر في العديد من الجرائم والحوادث ليس بمحافظة قنا فحسب ولكن في العديد من محافظات الجمهورية.
وبعد تولى اللواء إيهاب طه، المسؤولية مديرًا لأمن قنا، كان لأجهزة الامن بجميع أقسام ومراكز الشرطة بالمحافظة، دورًا هامًا بل وبارزًا في ضبط ومطاردة تجار السموم، فلم يخلو يومًا من ضبط ومطاردة تجار “الكيف المدمر” لتحقيق الأمن والاستقرار، بتوجيهات وزير الداخلية.
مدير أمن قنا، الذي تولي المسؤولية منذ أشهر قليلة، كان على رأس أولوياته، ضبط تجار ومروجى المواد المخدرة، إلي جانب ضبط حائزى وتجار الأسلحة، وتحقيق الأمن للمواطن القنائي في كل قرية ونجع وشارع.
فهنا ترملت نساء، وتيتم أطفال، هنا فقدت الأسرة عائلها الوحيد، وسط مطالبات للحد من انتشاره، ومساعدة الشرطة في الإبلاغ عن مروجيه.
ومع الحملات المتكررة المطالبة بضبط “تجار الموت ” الذين يبيعون المخدرات خاصة مخدر الشابو، اتخذت الأجهزة الأمنية في محافظات الصعيد، خطوات جادة، لإحكام سيطرتها على مروجي المخدرات، في الشوارع والحارات وداخل المنازل، واستطاعت في الآونة الأخيرة، ضبط عدد كبير منهم، في حملات مكبرة استهدفت التجار، الذين كانوا سببا في تدمير عقول الشباب وانتشار جرائم القتل.
المخدرات وخاصة الشابو المخدر، كانت سببا في انتشار جرائم القتل في الآونة الأخيرة، خاصة قتل ” ذوي الأرحام”، فبعد إدمان الشاب للشابو، لايستطيع أن يتحكم في نفسه، ومن السهل عليه أن يمسك بسلاحه لقتل أقرب الناس إليه ، سواء لرفض اعطائهم أموالا لشرائه، أو بسبب محاولاتهم لعلاجه.
في الآونة الأخيرة شنت الأجهزة الأمنية بمحافظات الصعيد حملات متكررة لضبط مروجي الشابو المخدر، الذي أثر على حياة شباب، بعد أن دمر حياتهم، بسبب ادمانهم لمثل هذا النوع من المخدرات التي تسببت في جرائم قتل وسرقة كان بطلها هذا الكيف المدمر.
فلقد نجحت الجهود الأمنية في القضاء على عصابة المعلم “شابو”، أخطر العناصر الاجرامية في قنا، كما داهمت مصنع لتصنيع الشابو، والذي يتزعمه كيميائي من القاهرة، ومهندس وعاطلين، فضلا عن إحباط دخول شحنة للشابو في المطار قيمتها 8 ملايين جنيه، قبل أن تصل إلى عقول الشباب، إلي جانب ضبط العديد من تجار الشابو في مدن أبوتشت وفرشوط ونجع حمادي وقوص ودشنا ومدينة قنا.
قامت مأمورية من ضباط الإدارة بالإشتراك وضباط إدارة البحث الجنائي أسفرت عن ضبط المذكورين حال مزاولة نشاطهم بصورة علانية بمحيط دائرة المركز وبحوزتهم ” كمية من مخدر الآيس تزن حوالى 300 جرام – عدد 2 سلاح أبيض ويزان حساس – مبلغ 450 جنيه عدد 4 هاتف محمول.
وبمواجهة المتهمين بما أسفر عنه الضبط أقروا بحيازتهم للمضبوطات بقصد الاتجار والمبلغ المالي من حصيلة البيع والهواتف للاتصال بعملائهم والميزان لوزن المادة المخدرة والأسلحة البيضاء للدفاع.
وبالرغم من كون الشابو غالي التكلفة، ويصل سعر الجرام الواحد المقلد إلى 1200 جنيه، إلا أن هناك اقبالا على شرائه من الشباب، عن طريق تجار لا يعرفون الرحمة، ساهموا في تدمير عقول الشباب، وتدمير حياتهم النفسية، مما ساهم ذلك في ارتكاب العديد من الجرائم.
و يصنع الشابو من مواد كيمائية خطيرة مثل من الميثا أمفيتامين التى تعتبر من المنشطات شديدة الإدمان، ويحتوي على مزيج من المواد الكيميائية الخطيرة، التي تعمل في البداية كمنشط للجسم، لكنها تتحول بعد ذلك إلى سلاح فتاك يسبب أضرارًا صحية بالغة، ومن أهم اضراره فقدان الذاكرة، والسلوك العدواني.
ومن أضرار الشابو، أنه يحول المتعاطي لشخص عدواني، ويصاب بالهزال الجسدى فهو يقضى على شهية الشخص لتناول الطعام ويجعله في كثير من الأحيان لا يتناول الطعام لأيام، ويؤدى إلى زيادة ضربات القلب والرجفة القلبية بشكل قد يؤثر على المتعاطي بل قد يؤدى إلى موته المفاجئ، كما يؤدى إلى زيادة فى ضغط الدم قد تصل إلى حالة ارتفاع ضغط الدم بشكل يخرج عن السيطرة، ويؤثر وجدانيا ونفسيا على الشخص ويجعله متقلب المزاج ومندفع السلوك بل قد لا تستطيع التنبؤ بما قد يصدر من متعاطي الشابو فى أى وقت، كما يؤدي إلى حالات تسمم جسدية شديدة الخطورة، وتساقط الأسنان، ويسبب حدوث الشلل الرعاش، ويظهر على متعاطي ومدمني الشابو علامات الشيخوخة المبكرة.
فهناك أسرة كاملة، كانت تعيش في سعادة ورخاء، يحبون بعضهم البعض، شباب في ربعان حياتهم، قتل أحدهم الثلاثة الآخرين، داخل غرفة في المنزل، الذي شيدوه سويا، كانوا يكرمون الضيف، مشهود لهم بكل ما هو جميل، قبل أن يدمن أحدهم الشابو، وقتل أشقائه الثلاثة، ثم قُتل في مطاردة أمنية، أثناء محاولة ضبطه.
لم تكن هذه الجريمة فقط هي الأبشع، بسبب الشابو، بل قتل الشاب والدته لرفضها إعطائه أموالا لشراء الشابو، كما قتل آخر عمته التي تعبت وكدحت في تربيته بعد وفاة والديه، بسبب الشابو، واغنصب شاب صديقه، في جرائم متكررة بسبب هذا الكيف الملعون.
ففي مصانع صغيرة في منازل بقرى الصعيد، الهدف منها انتاج ” الشابو” المخدر، الذي يغزو عقول الشباب، ويدمر حياتهم، فتارة يعرضهم للتفكير في الانتحار، وتارة يجعلهم يرتكبون جرائم عدة، من أبرزها القتل والسرقة.