أبوتشت: ندى بدر
فقدان بصره لم يكن عائقاً أمامه، حيث أنار الله -عز وجل- بصيرته، فاستطاع أن يمتهن واحدة من المهن الصعبة”صناعة المكانس اليدوية” بحرفية شديدة.
هو العم محمد عبداللاه على وشهرته “العجوز” ولد عام 1959، بقرية الشرقى سمهود، التابعة لمركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، الذي بدأ حديثه قائلاً:” فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور”، لافتاً أنه يستطيع أن يرى ببصيرته وليس ببصره، فيذهب لصلاة الفجر بالمسجد حاضراً يومياً بمفرده.
ويضيف” العجوز” أنه على الرغم من عدم التحاقه بالتعليم منذ صغره، إلا أنه حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم بالكتاب، ومع تقدمه بالسن، استطاع أن يحفظ اجزاء أخرى عن طريق سماعه لإذاعة القرآن الكريم بالراديو.
ويوضح “صانع المكانس” طريقة صنع المكنسة من جريد النخيل وأليافه، والتى تعلمها بأواخر الثمانينات، ليكسب قوت يومه بعد فقد بصره، حيث يقوم بشراء جذوع النخيل من تجار الجملة، ثم يفصل الألياف وجريد النخيل، ويترك الألياف بالمياه بضع دقائق، حتى يتثنى له التحكم بخياطتها وقصها، لتصبح جاهزة للتركيب بجريد النخيل.
ويرى “العجوز” أن مهنته رغم صعوبتها، لا تمثل أية ضغوطات عليه، لإيمانه الشديد بأن صحته سيسأل عليها، لذا وجب عليه استغلالها بالعمل، مبيناً أنه يبيع المكنسة بعد عناء صناعتها بأجر رمزى يصل ل15 جنيهاً.
ويتمنى” صاحب العقد السادس من العمر” أن يمن الله سبحانه وتعالى عليه بالستر وحسن الخاتمة، قائلاً” الحمدلله أنا مش محتاج شئ غير ستر ربنا ويحسن خاتمتنا جميعاً، تحسبهم أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافاً”.