بتوقيت النجع
وسط شوارع الغردقة، يقف عم “محمد” بابتسامته البسيطة خلف عصارة القصب المتنقلة، دون أن يدري أن جهوده وكفاحه لسنوات ستتحول يومًا ما إلى تريند على منصات التواصل الاجتماعي، والسبب: ابنته “علا”.
علا، خريجة كلية التربية بالغردقة، لم تنس أبدًا رحلة كفاح والدها، الذي عمل لأكثر من عشر سنوات بائعًا لعصير القصب، وقبلها تنقل بعربة حمص الشام والفشار وغزل البنات، ليؤمن لها ولأشقائها الخمسة تعليمًا جامعيًا رغم بساطة الحال.
بدافع الحب والامتنان، قررت علا أن تقدم لوالدها لمسة وفاء بطريقتها، فبدأت بنشر مقاطع فيديو قصيرة له على تطبيق “تيك توك”، تُظهر فيها تفاصيل يومه، ومواقفه البسيطة، وأخلاقه الطيبة. المفاجأة كانت في تفاعل الآلاف مع المقاطع، وتحول عم محمد إلى “تريند”، واشتهر بلقب “أشهر بائع قصب في الغردقة”.
تقول علا في أحد الفيديوهات: “أحلى كباية قصب عند بابا، وأجمل راجل شالنا على كتافه وعمره ما اشتكى، حلمي أشوفه فاتح عصارة كبيرة باسمه، وربنا يكرمه على قد تعبه.”
رسالة علا كانت واضحة: “ادعموا أبويا بكلمة حلوة”.. وانهالت التعليقات التي تبارك لعم محمد وتدعمه، وسط دعوات واسعة لتحقيق حلمه.
قصة عم محمد وعلا ليست فقط عن النجاح على “تيك توك”، بل عن الإصرار، والرضا، والجميل الذي لا يضيع عند الله ولا عند الأبناء.
