يعتبر مقام الشيخ هرمل المبني في منطقة الساحل بمركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا، أحد أبرز المقامات في المدينة، والذي يتردد عليه المواطنين، خاصًة السيدات للتبارك به يوم الجمعة من كل أسبوع، أعتقادًا منهم بكراماته.
مبني صغير أخضر اللون، تأتى النساء يوم الجمعة من كل أسبوع لتتبارك به حيث يعتقدن بأنه له كرامات ظهرت منذ سنوات عديدة، حيث يجلب السيدات أطفالهم، وتدعوا له في المقام، حيث يعتقدن أن التبارك بالشيخ هرمل في مقامه يشفي من العلة والمرض، فكل من تعاني من مرض، او تأخر الزواج والإنجاب، تذهب للزيارة، وتقوم بإشعال البخور بداخله يوم الجمعة أسبوعيًا.
النساء يتوجهن صباح الجمعة من كل أسبوع لزيارة الضريح علي مدار ثلاث جمع متتالية وعقب زيارة الضريح تخرج السيدات بصحبة أطفالهن أمام الضريح لتوقد بعض النار وتضع عليها البخور وتقوم بعملية “بخور” طفلها ثم تصطحبه وتتوجه إلى نهر النيل القريب من ضريح الشيخ “هرمل” وتقوم بوضعه في مياه النهر ثلاث مرات وتكرر هذه الطقوس علي مدار ثلاث جمع متتالية أيضا إذا كان له عُمر.
اعتقادات السيدات اللاتي يزورن الضريح، لا تقتصر علي شفاء الأطفال الصغار من الأمراض بل تمتد إلي تفريج الهموم وحل بعض المشكلات التي تعاني منها السيدات اللاتي يقصدن الضريح صباح كل يوم جمعة وتقتصر الطقوس في هذه الحالة علي زيارة الضريح من الداخل والدعاء أمامه والجلوس بعض الوقت داخل المقام بل ووضع ما تيسر من المال في صندوق النذور الموجود داخل المقام والتي تستخدم في أعمال ترميم وتزيين المقام من الداخل والخارج وتمتد بركة الشيخ أيضا إلي السيدات التي تعاني من العقم وتقتصر طقوسهن في هذه الحالة إلي الزيارة فقط والدعاء بداخل الضريح والجلوس بعض الوقت ووضع ما تيسر في صندوق النذور.
روايات عديدة يرويها اهالي المنطقة عن الشيخ هرمل وتاريخه في نجع حمادي، فهنالك من يؤكد أنه أرتحل من شبه الجزيرة العربية، وكان يأتي مستقلا للمراكب الشراعية النيلية، للتجارة وليس بغرض الصيد، وذلك وفقًا لإحدي السيدات بمنطقة الساحل، التي أكدت أن “هرمل” كان رجل أبيض وأصلع الشعر.
وأكدت السيدة التي رفضت ذكر اسمها، أن الرواية بدات عندما حدث ثقبًا في إحدي السفن التي كان يستقلها “هرمل” فقام بإصلاح الثقب عن طريق قطعة من القماش، قائلًة:”طقيته حلت المشكلة وأنقذت المركب من الغرق، وكمان فيه قصة تانية ليه كان في ست بتطبخ فملأ الطقية بتاعته كلها ملح وحطها ف الأكل ولكن الأكل ماملحش خالص بالعكس بقى مظبوط”.
وذكرت في حديثها لـ”بتوقيت النجع”، أنه جاء لأحد الأشخاص في المنام منذ زمن وأمره ببناء ضريح له في هذا المكان حيث رأى الشخص جريدة أو غصن أخضر في نفس المكان فقام أهل المنطقة ببناء المقام.
نجع حمادي: ندا خالد