بتوقيت النجع
في الوقت الذي بدأت فيه حرارة المشهد الانتخابي في التصاعد بمحافظة قنا، يلوح في الأفق اسم النائب الحالي محمد الجبلاوي، عضو مجلس النواب عن دائرة الجبلاو، كواحد من أبرز اللاعبين السياسيين المتوقع ظهورهم بقوة في انتخابات البرلمان 2025، وسط تكهنات وتحركات ميدانية تشي بأن الرجل لن يكتفي بدورة واحدة.
فرغم أنه لم يُعلن حتى الآن بشكل رسمي عن نيّته خوض الانتخابات المقبلة، فإن المؤشرات السياسية، وتحركاته على الأرض، واللغة التي بدأ أنصاره يتحدثون بها، تؤكد أن الجبلاوي يُحضّر لجولة جديدة، محمّلة بما أنجزه خلال الدورة الحالية، ومشحونة بما تبقّى من وعود، خصوصًا في الملفات التي تهم المواطن الصعيدي.
نائب لا يغيب عن الرادار
منذ دخوله إلى البرلمان، لم يختفِ محمد الجبلاوي عن الرادار الشعبي، بل حافظ على وتيرة عمل متصلة، عبر تقديم عدد كبير من الطلبات البرلمانية، والتدخل في ملفات خدمية حساسة، وعلى رأسها القطاع الصحي، الذي أولاه اهتمامًا خاصًا من خلال طلبات لتطوير مستشفيات، ودعم وحدات صحية، ومطالبات متكررة بتوفير أجهزة وأطقم طبية للمراكز المحرومة.
ويقول متابعون إن الجبلاوي اعتمد في تحركاته على سياسة “النَفَس الطويل”، فلم يرفع سقف الوعود، لكنه راكم خطوات متتالية من العمل والظهور الشعبي، وهو ما منحه حالة من القبول لدى فئات واسعة، خاصة في القرى والمناطق التي شعرت بتأثير مباشر لتحركاته النيابية.
قراءة مبكرة للمعركة المقبلة
الدوائر القريبة من النائب تؤكد أنه يقرأ المشهد جيدًا، ويعلم أن الانتخابات القادمة ستكون مختلفة، وأن المزاج الانتخابي في تغير، وأن هناك منافسين شبابًا وتحالفات بدأت تتشكل مبكرًا، لكن الجبلاوي، بحسب مقربين منه، يراهن على عاملين:
أولًا: رصيده النيابي والطلبات التي تبناها تحت قبة البرلمان.
ثانيًا: قدرته على الحفاظ على تماسك قواعده الشعبية في الجبلاو والقرى المحيطة، في مواجهة أي رياح انتخابية مفاجئة.
عودة متوقعة.. لكن بحسابات جديدة
إذا قرر الجبلاوي خوض غمار انتخابات 2025، فالمتوقع أن تكون عودته مختلفة، تعتمد على حملة أكثر تنظيمًا، ورسائل ميدانية أقوى، وتركيز أكبر على الملفات التي لم تُستكمل خلال الدورة السابقة.
ووفقًا لمصادر قريبة من النائب، فإنه يعكف حاليًا على دراسة دقيقة لحجم التأييد، واستطلاعات أولية للرأي، وقياس فعالية الوعود التي تحققت بالفعل، استعدادًا لانطلاق رسمي للحملة فور فتح باب الترشح.
هل يحتفظ الجبلاوي بمقعده؟ في وقتٍ تتغير فيه خريطة التحالفات في قنا، وتظهر وجوه جديدة، يُطرح السؤال بشدة: هل يستطيع محمد الجبلاوي الحفاظ على مقعده في مجلس النواب؟ هل سينجح في تجديد الثقة شعبيًا؟ أم أن الدورة المقبلة ستشهد مفاجآت من خارج التوقعات؟
