في مشهد إنساني نادر وموقف أخلاقي يعكس أصالة المعدن ونبل التربية، ضرب الرائد محمود ذكي، رئيس مباحث مركز طما بمحافظة سوهاج، أروع الأمثلة في الإنسانية والتراحم، بعدما استقبل بمكتبه ستة أطفال فقدوا والديهم في حادث أليم هزّ مشاعر أهالي طما بالكامل.
الرائد محمود ذكي لم يتعامل مع الموقف باعتباره إجراءً عاديًا، بل احتضن الأطفال وجدهم في مكتبه، وقضى معهم وقتًا طويلًا حرص خلاله على طمأنتهم نفسيًا ومعنويًا، مؤكدًا أن الرسالة الأمنية لا تتوقف عند تنفيذ القانون، بل تمتد لتلامس القلوب وتساند الإنسانية.
وفي خطوة لاقت إشادة واسعة، استدعى الرائد محمود ذكي مالك العقار الذي كانت تسكن فيه الأسرة الراحلة، وأعلن تحمله الشخصي لتكاليف إيجار المسكن، ودفع مقدم الإيجار بنفسه، طالبًا أن يكون التواصل بشأن الأطفال معه بشكل مباشر.
ورغم أن بعض التفاصيل الإنسانية التي رواها أصحاب الشأن لا يمكن الكشف عنها احترامًا للخصوصية، إلا أن ما تكشف من مواقف كان كافيًا ليعكس حجم النبل في تصرف هذا الضابط.
ويُذكر أن للرائد محمود ذكي مواقف إنسانية سابقة مشابهة، من بينها تدخله الحاسم في الإفراج عن أم قُبض عليها ليلة الجمعة السابقة لأول يوم دراسي، مراعاةً لأبنائها الصغار، ما يؤكد أن حضوره الأمني لا ينفصل أبدًا عن حسه الإنساني.