على الرغم من كونها في العقد السابع من العمر، إلا أنها لا تزال تُغسل السيدات المتوفيات في مركز أبوتشت شمالي محافظة قنا، وذلك بعدما ورثت تلك المهنة عن والدتها، التي ظلت تعمل فى تغسيل الموتي لسنوات طويلة.
رضا محمد، ذات الـ65 ربيعًا، من مركز أبوتشت شمالي محافظة قنا، التي تعتبر أحد أقدم مغسلي الموتي في أنحاء قري ونجوع المدينة، حاملًة لهذه المهمة الصعبة، وخصوصيتها الشديدة، والتي تحرص من خلالها على إعداد المتوفي للحياة الأبدية على الوجه الأمثل.
مُغسلة الموتى في أبوتشت
فعلى مدار 6 سنوات، عملت السيدة رضا في تغسيل الموتي من السيدات، وراثًة عن والدتها التي كان يطلبها الأهالى لتغسيل موتاهم، وحينما مرضت والدتها كانت تذهب معها لتساعدها فى تغسيل الموتى، لتمتهن هى المهنة وتذهب بدلاً منها لتغسيل الموتى قائلةً:”لما تعبت أمى والناس كانو يطلبوها مكنتش تقدر تروح فقلتلى روحى أنتى، ولما ماتت أنا غسلت أمى”.
تقول مُغسلة الموتى، أنه عند تغسيل المتوفاة لابد أن أكون قد أحسنت وضوئى وأبدأ باليمين وأقوم بتغسيلها جيداً لأن هذه أمانة، ووضع المسك، وقراءة القرآن، وتكفينها، لافتةً أن كفن المرأة 5 لفائف من بينهم حجاب وقميص وبنطال.
وتضيف مغسلة الموتى، أنها تعرضت منذ 7 شهور لتغسيل مريضة كورونا حيث لجأ إليها ابن المتوفاة لرفض الكثير تغسيل والدته قائلةً:”صعب عليا ابنها لما قالى ولما رحت غسلتها لبست هدوم واقية وبدأت، أصل حرام دى إنسانة ولازم نكرمها”، لافتةً أنها لا تقتضى مبلغ معين بتغسيل الميت مبررة ذلك بأنها لاتفرض على أحد مبلغ محدد وتتعامل على حسب قدرة أهل المتوفى، بالرغم من ضيق حالها وأنها تسكن بمسكن مستأجر.
وتستكمل مغسلة الموتي، حديثها قائلًة:”أنا باخد اللى يدهونى أهل الميت يعنى لو أدونى خمسين جنيه هاخدها مش هعترض ولو اكتر عادى كل حد ومقدرته، مع انى محتاجة وباخد من هنا احط بإيجار الشقة، هفضل طول عمرى اللى اخده رايح، بس الحمدلله راضية”.