تحمل كتب التاريخ بين جنباتها روايات متعددة، وثقت فصولها قصص الحب والوفاء، ظلت أمثلتها نماذج حاضرة في قلوب المحبين. قنا
وفي القرن الحادى والعشرين، ضربت السيدة سامية محمد الحباشي يوسف، البالغة 51 عامًا، والمقيمة بمدينة قنا، جنوب القاهرة، مثلاً جديدًا من أمثلة المحبة والوفاء، حجزت به مكانها في صفحات تاريخ “نون النسوة” الحديث.
السيدة الفاضلة، المحبة لزوجها غامرت بحياتها من أجل ان تساعده في البقاء على قيد الحياة، رافضًة أن تنصاع لأحاديث الأطباء، ومخاوفهم من وفاتها، فكانت الدهشة من نصيب فريقها الطبي الذي تبين له تطابق بين الزوجين، رغمًا من عدم وجود صلة قرابة بينهما.
تزوجت سامية محمد الحباشي يوسف، من عبده سالم، المهندس جيولوجي، البالغ من العمر 59 عامًا، منذ حوالي 31 عامًا، حينما كانت تبلغ من العمر 20 عامًا، وكان الزوج يكبرها بـ8 سنوات، وانجبت منه 5 فتيات.
في بداية زواج الزوجة الحنونة، لم تكن تعرف اي شخصًا غيره، ولم تكن تعرف تتعامل مع الاخرين، نظرًا لصغر سنها، فكان هو الزوج والصديق والأخ والأب، وأصبح هو عائلتها بأكملها، لتبدأ قصة حب وكفاح، تعتبر نموذجًا في محبة وود الزوجين.
زوج السيدة، الذي كان يعمل في بداياته مهندس جيولوجي، كان دائم التنقل بين المدن والمحافظات المختلفة، وكان يُصر دائمًا على أن تذهب معه زوجته ثم فتياته الـ5 وذلك لإرتباطه الوثيق بأسرته، لتصفه زوجته بـ”الزوج الحنون”، الذ أعتبرته كل ما لها في الدنيا .
خاضت الأسرة القناوية، رحلة كفاح طويلة، بعدما أعلن الأطباء عن إصابة الزوج بتليف كامل في الكبد، وأنه لابد من زراعة فص من كبد أحد الأقارب لزوجها، فضلاً عن تكلفة العملية الجراحية الباهظة، لتقترح الزوجة بيع قطعة أرض كانت تمتلكها من أجل المساعدة في تكلفة العملية.
الأطباء طلبوا أن يكون هنالك متبرعًا بفص من كبده لرب الأسرة، شريطًة أن يكون من الأقارب أو من أبناؤه، إلا ان السيدة تدخلت وعرضت أن تتبرع هي بفص من كبدها، قائلًة”ياخد مني انا بدلاً من أن يحصل على الفص من أبنته الكبري”
عرض السيدة قوبل من الأطباء، رغمًا من أنه هنالك أحتمالية لفشل التطابق بينهما قبل إجراء العملية، إلا ان القدر كان له كلمة أثارت أندهاش الأطباء، فأظهرت النتائج تطابقًا بين الزوجين وصل لـ80% على الرغم من عدم وصول صلة قرابة بينهما، لتستمر السيدة في مواجهة الجميع، وواجهت شقيقها الذي رفض إجراء العملية، إلا انها اقنعته وطالبته بعدم ابلاغ لباقي افراد الأسرة، لتقوم بتحرير إقرار بموافقتها علي إجراء العملية داخل قسم الشرطة، وتجري العملية وتتبرع بفص من كبدها لزوجها.
لم يكن زوج السيدة سامية كأي زوج، حيث كان حنونًا جدًا فى تعامله مع الجميع خصوصا أبناؤه الـ5 إناث، فيما تمنت السيدة سامية أن يكون لجميع الفتيات و الفتيان اب مثل زوجها.
السيدة القناوية، قالت في حديثها لـ”بتوقيت النجع” أن زوجها أحبها حبًا كبيرًا، وأظهر لها ذلك الحب في العديد من الصور، والتي من بينها شراء سيارة لها، وترك مهمة القيادة لها في أغلب الأوقات، كذلك عبر عن حبه الشديد لها قبل دخولهم العملية بيوم حيث أنحنىي لها امام الجميع وقال كل الاحترام والتقدير لزوجتي.
كتبت: كريستينا إيليا
مضوعات متعلقة :