بتوقيت النجع
في مدينة قوص بمحافظة قنا، لم تكن زينة رمضان هذا العام مجرد أضواء تتلألأ في الشوارع، بل كانت رمزًا للوحدة الوطنية والتآخي بين أبناء الوطن، حيث اجتمع الشيوخ والقساوسة مع أهالي الحي من المسلمين والمسيحيين، ليعلقوا الزينة معًا أمام مسجد أبو بكر الصديق، في مشهد يعكس التلاحم الذي لطالما ميّز نسيج المجتمع المصري.
في قلب هذه الاحتفالية البسيطة، وقف الشيخ محمد عبد العال، مسئول شؤون القرآن الكريم بإدارة أوقاف قوص، إلى جانب الشيخ أحمد عبد الفتاح، إمام المسجد، والشيخ بهاء لقمان، إمام مسجد الشيخ عتمان، بينما شاركهم العمل بكل ود القس إبراهيم والقس يوحنا، ليؤكدوا جميعًا أن المحبة لا تعرف حدودًا، وأن المناسبات الدينية ليست حكرًا على طائفة دون الأخرى، بل هي فرص للتلاقي والتواصل وتعزيز روابط الأخوة.
مشهد يحمل رسائل عميقة
لم يكن المشهد مجرد مظاهر احتفال بشهر رمضان، بل رسالة تعبر عن روح مصر الحقيقية، حيث تتداخل الأيدي في لحظات الفرح، وتتعانق القلوب في أوقات الشدة. “نحن إخوة.. نفرح معًا ونحزن معًا”، بهذه الكلمات عبر أحد الأهالي عن سعادته بالمشاركة، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تعكس جوهر العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، علاقة تقوم على المحبة والتسامح، لا على مجرد التعايش.
عندما تصبح الزينة رمزًا للوحدة
تعليق زينة رمضان ليس مجرد تقليد سنوي، بل هو فعل يحمل في طياته قيمًا اجتماعية راسخة. فعندما يشارك المسلم والمسيحي في تعليق نفس الزينة، فهم في الحقيقة ينسجون معًا لوحة وطنية زاهية الألوان، تعبر عن التعايش والاحترام المتبادل.
رسالة أوقاف قنا.. الدين محبة وسلام
تأتي هذه المبادرة تحت إشراف مديرية أوقاف قنا – إدارة أوقاف قوص، التي حرصت على أن تكون المساجد منارات لنشر روح المحبة والسلام، ليس فقط بين المسلمين، ولكن بين أبناء الوطن جميعًا. وهو ما أكده الشيوخ والقساوسة المشاركون، مشددين على أن الدين رسالة سلام، وأن مصر ستظل دائمًا نموذجًا فريدًا للوحدة الوطنية.
في النهاية، ومع اكتمال تعليق الزينة، لم يكن المشهد مجرد أضواء تزين الشوارع، بل كان قلوبًا اجتمعت في حب الوطن، وأيادي امتدت لتعكس أسمى معاني الأخوة، في ليلة رمضانية أضاءتها المحبة قبل المصابيح.
