مع اقتراب انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية 2025، تشهد دائرة نجع حمادي ودشنا والوقف شمالي محافظة قنا، حالة من الحراك المبكر غير المسبوق، خاصة مع ظهور أسماء جديدة تحاول فرض نفسها على الخريطة السياسية في واحدة من أكثر الدوائر تنافسًا في الصعيد.
فبينما لم تُحسم بعد مواقف بعض الأسماء التقليدية، بدأ الشارع السياسي يترقب بقلق وفضول تحركات الوجوه الصاعدة، التي تحاول استثمار حالة الترقب لإعادة تشكيل المشهد الانتخابي، في دائرة عُرفت تاريخيًا بتحالفات الكبار وتشابك الحسابات العائلية والقبلية والسياسية.
وفي هذا السياق، عاد اسم محمد عبدالبصير، ابن قرية أولاد نجم التابعة لمركز نجع حمادي، ليطفو على السطح مجددًا، بعد فترة من الظهور المتدرج والهادئ على الساحة، مدعومًا بتحركات محسوبة ومحاولات لبناء قاعدة جماهيرية تواكب طموحاته في الترشح رسميًا.
■ ظهور سياسي مدروس
رغم أن عبدالبصير لا ينتمي إلى الطبقة السياسية التقليدية في الدائرة، إلا أنه يراهن على ما يسميه “تغيير المعادلة” من خلال خطاب يرتكز على قضايا الشباب، وتطوير الخدمات، وكسر احتكار بعض الأسماء للمشهد منذ سنوات طويلة.
مصادر قريبة من تحركاته أكدت أنه بدأ التواصل مع أطراف متعددة داخل عدد من القرى، كما شارك خلال الأشهر الماضية في عدد من الفعاليات الاجتماعية، سعيًا لترسيخ اسمه لدى الناخبين وخلق حالة من الزخم حوله، خاصة في القرى الواقعة جنوب مدينة نجع حمادي.
■ دائرة ساخنة.. ووجوه تتأهب
وتبقى دائرة نجع حمادي – دشنا – الوقف، واحدة من أكثر الدوائر تعقيدًا، حيث تضم ثلاث مراكز مترامية الأطراف، وتحمل في طياتها توازنات دقيقة بين العائلات والنخب، وتاريخًا من التحالفات السياسية التي يصعب كسرها بسهولة.
إلا أن التغييرات الاجتماعية والاقتصادية في السنوات الأخيرة، إلى جانب ارتفاع سقف طموحات الشباب، دفعت بعدد من الأسماء الجديدة للمغامرة بدخول حلبة المنافسة، فيما يشبه إعادة توزيع للأوراق داخل دائرة عاشت سنوات طويلة تحت قبضة عدد محدود من النواب السابقين.
رسائل مبكرة من الشارع
المثير أن قطاعات من الناخبين – خاصة من فئة الشباب – باتت تُبدي اهتمامًا واضحًا بظهور أسماء شابة تحمل خطابًا جديدًا، ما يمنح عبدالبصير وغيره من الوجوه الطامحة فرصة لبناء سردية بديلة، إذا ما أحسنوا استغلالها خلال الفترة المقبلة.
ويبقى السؤال: هل يستطيع محمد عبدالبصير تثبيت أقدامه في واحدة من أكثر الدوائر اشتعالًا في قنا؟ وهل ينجح في التحول من مجرد اسم صاعد إلى مرشح فعلي قادر على اجتذاب الأصوات في واقع انتخابي معقد؟
الأيام القليلة المقبلة ستكون كفيلة بالإجابة.. لكن المؤكد أن انتخابات 2025 لن تكون تكرارًا للماضي، بل ستكون ساحة لاختبار التغيير وفتح الباب أمام جيل جديد من الطامحين.