في صعيد مصر، وخاصة في محافظة قنا، لم يعد شهر رمضان يقتصر على العبادة والتجمعات العائلية، بل أصبح أيضاً ساحةً مبكرةً للمنافسة السياسية.
فمع اقتراب انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب 2025، تحولت السهرات الرمضانية والمنادر العائلية إلى منصات غير رسمية للمرشحين المحتملين، الذين يسعون للتقرب من الأهالي، وقياس توجهاتهم السياسية، في محاولة لحجز مكان في المشهد الانتخابي القادم.
المنادر العائلية.. من جلسات الود إلى دوائر صنع القرار
لطالما شكلت المنادر العائلية في قرى ومدن قنا نقطة التقاء مهمة لمناقشة القضايا العامة واتخاذ القرارات المصيرية، ومع كل موسم انتخابي، تصبح هذه المجالس محطة رئيسية للمرشحين المحتملين، حيث يحرصون على حضور التجمعات الرمضانية، ليس فقط لمشاركة الأهالي الأجواء الروحانية، ولكن أيضاً لكسب دعمهم مبكراً.
وخلال الأيام الأولى من رمضان، شهدت هذه السهرات حضوراً مكثفاً لشخصيات سياسية بارزة، ما يعكس بداية سباق انتخابي مبكر يسعى فيه الجميع إلى كسب ثقة الناخبين، في ظل تنافس محتدم على تمثيل الدوائر المختلفة.
الشباب.. ورقة رابحة في المعادلة الانتخابية
اللافت أن الوعي السياسي لدى الشباب بات عاملاً حاسماً في هذا الحراك، إذ لم تعد الانتخابات تُحسم فقط بالولاءات التقليدية، بل أصبح الشباب أكثر حرصاً على تقييم المرشحين بناءً على مواقفهم وخبراتهم، وليس مجرد الوعود الانتخابية المعتادة.
السهرات الرمضانية.. جسور تواصل أم دعاية انتخابية؟
مع احتدام المنافسة، يبرز التساؤل: هل ستظل هذه اللقاءات الرمضانية مجرد فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية، أم أنها ستتحول إلى حملات انتخابية غير رسمية؟ وهل سيستطيع الناخبون فرض أجندتهم على المرشحين، أم أن المصالح الفردية ستبقى هي المحرك الأساسي لهذا السباق؟
الأيام القادمة ستكشف المزيد عن المشهد السياسي في قنا، لكن المؤكد أن رمضان 2025 لم يكن مجرد شهر للصيام والتعبد، بل أصبح مقدمة ساخنة لموسم انتخابي يزداد سخونة يوماً بعد يوم.