لم يلتفت لكونه كفيفًا بل قرر ان يبني حياته ومستقبله، متحدياً كل الظروف التى تحيط به، متخذًا من إرادته حلمًا لأن يكون مثل اي شخص اخر، فلم يجلس في منزله لفقد بصره، إنما حاول وجاهد لأن يكون أحد قصص الكفاح، لينتهي به المطاف ويفتتح محلاً لتعليم برامج الكمبيوتر والألعاب المختلفة للشباب والأطفال داخل قريته، متخذاً من مقولة النور مكانه في القلوب منهجًا واضحًا في حياته.
تحدي إعاقته في قنا
فعلي مدار مايقرب من 23 عاماً، ولا يزال يكافح برهوم أبو بكر حسين، البالغ من العمر 39 عامًا، والمقيم البراهمة التابعة لمركز قفط جنوبي محافظة قنا، وذلك بعد ان فقد بصره عندما كان يبلغ من العمر 16 عاماً، وبالأخص عندما كان في المرحلة الثانوية، قائلاً”وانا في الثانوية العامة أصبت بمرض اسمه الجلكوما ومقدرتش اكمل دراستي وخرجت من التعليم بسبب فقدي لبصري”.
“أنا كنت في التعليم في الصف الثالث الثانوي العام، وقبل الإمتحانات النصف سنوية بأيام قليلة شعرت بأعراض المرض، فذهب الي العديد من الأطباء والمستشفيات الحكومية والخاصة منذ 23 عاماً، ودخلت في رحلة علاج صعبة استمرت لعدة سنوات لأني مكنتش شايف بعينينا ومكملتش الأمتحانات، وبعد كده إكتشف الأطباء اصابتي بمرض الجلوكوما بعد أن بدأ بصري يضعف درجة تلو الأخري وهنا فقدت بصري” هكذا يوضح برهوم أبو البنات فقده لبصره والذي أدي الي تركه لتعليمه.
صاحب العقد الثالث من العمر، بعد ان ترك دراسته وتعليمه، ظل جالساً في منزله لمدة تصل لأكثر من 3 سنوات، حزناً علي مرضه وعلي تركه لتعليمه، إلا ان أصدقاؤه وأهالى قريته، طرحوا عليه فكرة ان يفتتح محلاً ويقوم بشراء أجهزة كمبيوتر، وقاموا بتدريبه علي كيفية إستخدامه، ثم تطور إستخدامه للكمبيوتر من خلال البرنامج الناطق، وذلك بمساعدة جمعية النور للمكفوفين في مركز قنا.
أبو البنات قرر أن يبني مستقبله، وأتخذ مساراً جديداً في حياته، ليخرج من حزنه علي فقد بصره وفقد تعليمه ودراسته، وأفتتح محلاً صغيراً في قريته، بعد ان قام بشراء جهازين من الكمبيوتر، وبدأ يعلم اطفال قريته علي الكمبيوتر، قائلاً”انا بعلم الشباب والأطفال علي كافة برامج الكمبيوتر وده بمساعدة البرنامج الناطق، بعلمهم كيفية استخدام الكمبيوتر، وكمان بشغل الأجهزة لممارسة الألعاب المختلفة علي الجهاز”.
تدريب صاحب العقد الثالث من العمر، علي كيفية إستخدام البرنامج الناطق في جمعية النور للمكفوفين، الذين وقفوا بجانبه، ودربوه علي إستخدام البرنامج، حيث انه لم يجد اي صعوبة بعد ذلك في إستخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة المختلفة، قائلاً”استخدمت بصيرتي التي رزقني بها الله بعدما فقدت بصري فالنور مكانة في القلوب وليس مكانه في العيون”.
أبو البنات يعمل في محله الصغير الذي لا يتخطي الـ3 امتاراً مايقرب من 12 ساعة يومية متواصلة، فهو يكافح من أجل ان يحصل علي قوت يومه، حيث يبدأ عمله في الثامنة صباحاً ويستمر حتي الثامنة من مساء كل يوم، قائلاً”انا بحب شغلي وبصرف من شغلي علي بناتي وزوجتي والحمدلله مستورة فرزق قليلاً من الله نستقبله بالحمدلله يكفينا من طلب الحاجة ومد الأيد للناس”.
خاص بتوقيت النجع
موضوعات متعلقة :
عمرو يلحق بوالدته.. وفاة شاب بفرشوط عقب وفاة أمه بيومين بسبب كورونا (التفاصيل)
جثة مشنوقة بنجع حمادي.. “هند” أنهت حياتها في ظروف غامضة (التفاصيل)
من أسرة واحدة.. البطيخ يتسبب في تسمم 5 أشخاص من بينهم طفلين في قنا
موظف بنجع حمادي يتهم 5 ممرضات بسرقة ذهب والدته المتوفية بفيروس كورونا
في ثالث أيام العيد.. العثور على طفل رضيع أمام مسجد بنجع حمادي
ضحايا العيد في نجع حمادي.. مصرع مزارعين وإصابة آخر في مشاجرة بقرية حمرة دوم
مصرع مزارع في اشتباكات مسلحة بقرية حمرة دوم بنجع حمادي
صباح اليوم الثاني من العيد.. مصرع وإصابة 4 في حادث تصادم سيارتين بأبوتشت (تفاصيل)