هل تعتقد أن «بابور الجاز» اندثر؟.. أقدم عامل في المهنة بقنا يكشف العكس: بكسب رزقي بالحلال (صور)

هناك الكثير من المهن التى قاربت الاندثار وأوشكت على الانتهاء منها، مهنة إصلاح موقد الكيروسين أو كما يطلق عليه شعبيًا، وابور أو بابور الجاز، إلا أن فرج الله الضوي، لا يزال يتمسك بمهنته بمركز قوص جنوبي محافظة قنا، منذ أكثر من 50 عامًا متواصلة، متمسكًا بها.

“بابور حرارى وسلك ولحام وأزير وكباس، وماء نار للتطهير، ومكواة لحام ومقص، ومجموعة البنزات”، جميعها أدوات لا يسمع عنها الجيل الحديث، فهى أدوات لمهنة قاربت الاندثار إلا أنها لازالت تحارب من أجل الاحتفاظ ما تبقى منها لأصلاح بوابير الجاز والشيشة والأكواب الأستانلس والألومنيوم.

هنا في ميدان أبو العباس، بوسط مدينة قوص جنوبي محافظة قنا، يجلس فرج الله الضوى محمد البالغ من العمر 64 عامًا، الذي ورث المهنة عن والده، حينما كان يبلغ من العمر 14 عامًا.

على مدار ما يقرب من نصف قرن، ولا يزال الضوي يعمل في صيانة وابور الجاز، لافتًا إلي أنها مهنة شاقة تحتاج إلى المهارة والأتقان، قائلاً:”يتم تسخين كاوية اللحام وسحب قطعة من القصدير عليها ثم وضعها على مكان الثقب وغلقه أو تثبيت جزء سقط من الوابور أو تهالك أثناء الاستخدام ويتم استبداله باخر جديد ثم نسكب النشادر على سطح اللحام لتلميعه ووضع كمية قليلة من مياه النار الخام على الثقب المراد إصلاحه”.

ولفت صاحب اللحام إلى أن الزبائن قديما كان يقبلون عليه بالطابور للحام أجزاء فى وابور الجاز والشيشة والأواني الألومنيوم، واستبدال ما تلف منها ولكن مع تطور التكنولوجيا أصبح الإقبال ضعيف على اللحام، قائلاً:”أولادى لم يهتموا ويتعلموا المهنة رافضين هذه الصنعه، مثلما انا ورثتها وتعلمتها من اجدادى”.

واستكمل الضوي حديثه بابتسامة غلبها الرضا بالرزق والتمسك بالمهنة، قائلاً:”راض بحالى ولن اغير مهنتى ” هكذا ختم حديثه عمى فرج الله الضوى، بمرارة غلبتها ابتسامة رضا بالرزق وتمسك بمهنة الأجداد، ولا أتمني شئ انا رضيت بما انا عليه ولم يبق فى العمر بقية للانتقال من مكان لاخر، كما كنت فى شبابى، ولم تعد لدى الصحة فى ممارسة مهنة أخرى”.