قوص: سمر أحمداني
أثار مشروع قانون تجريم الاغتصاب الزوجي، خلال الأونة الأخيرة، الجدل في جميع أنحاء محافظات الجمهورية، فما بين تعرض السيدات للاغتصاب الزوجي، وما بين المبررات لذلك، التي ترى أن تلك هي حقوق الزوج، التي كفلتها له الأعراف والقوانين والتشريعات الدينية، ومابين المخاوف من الحديث في تلك المشكلة الشائكة.
هنا في محافظة قنا، أجرى موقع “بتوقيت النجع” حديثًا مطولًا مع العديد من السيدات، اللاتي تعرضن للاغتصاب الزوجي، وكانت العادات والتقاليد، هي العائق أمامهن والتي توقفهن عن الحديث لأسرهن عن ما يحدث معهن داخل عش الزوجية.
السيدات التي تحدثت لمحرر “بتوقيت النجع” رفضت ذكر أسماؤهن، وذكرها حروفًا، وذلك خوفًا من تعرضهن لأزمات ومشكلات أسرية وعائلية، خاصًة بسبب الأعراف والتقاليد، التي يتمسك بها المجتمع الصعيدي.
البداية كانت مع، م . ح، سيدة تبلغ 35 عامًا من العمر، قالت أنها لم تكن تجرؤ على الهروب أو الشكوى من عنف زوجها، وتلذذه بإجبارها على ممارسة العلاقة الزوجية حتى لو كانت مريضة، مشيرًة أنها فى إحدى المرات شكت لأهلها ثم تلقت “علقة سخنة بالحزام” من شقيقها الأكبر، بحسب قولها، قائلًة:” أتهمني أني لطخت سمعته وشرفه فى الطين”.
وأضافت س . ح، تبلغ من 37 عاما، أنها تعرضت أكثر من مرة للاغتصاب الزوجى، لكنها لا تريد الانفصال عن زوجها حرصًا على أولادها ولا تستطيع منعه من تكرار ذلك واجبارها على ممارسة العلاقة الزوجية، وأنها فى إحدى المرات أصيبت بنزيف حادج، ومرة أخرى بالتهابات شديدة، إلا أنها تمكنت من علاج نفسها بنفسها من أجل أولادها.
فيما تؤكد ش . خ، تبلغ 45 عامًا من العمر، أن زواجها تم عن طريق الصالونات والخطوبة كانت قصيرة، قائلًة:” كنت أصحى بدرى اعمل الخدمة فى بيت أهله، وبعدين ارجع لخدمة بيتى، وبالليل تبدأ الإهانات من ضرب وبهدلة وذل واعتداء جنسى”.
وتابعت السيدة القناوية، أن بداية الزواج والعلاقة الحميمية كانت صعبة، قائلًة:”بقيت كارهة نفسي وكارهة كل حاجة ومبقتش عايزة العلاقة دى ورفضتها وكنت بصحى مفزعة فى نصف الليل واصرخ من كثرة الكوابيس اللى بشوفها”.
وذكرت السيدة في سياق حديثها لـ”بتوقيت النجع” أن زوجها كان يسرد لأصدقائه ما يحدث بينهما في غرفة النوم من تفاصيل العلاقة الحميمية، إلا أنها لم تشكو لأسرتها وعائلتها خجلاً، قائلًة:”بقى يجيلى قئ مستمر ورعشة وتنميل فى نصف جسمي الشمال أول مايقرب منى”.
فيما روت ص . ع، تبلغ من العمر 33 عامًا، أنها تزوجت من رجل يكبرها بـ15 عامًا، هروبًا من قسوة والدها وزوجته، حيث كان أول من يتقدم لخطبتها والزواج منها، قائلًة:”كنت عايزة أهرب من عيشة ابويا ومراته والذل والضرب والإهانة منها، واتخطبت وتزوجنا ولم اكن اعرف اي معلومة عن الزواج”.
وتؤكد السيدة القناوية، أن علاقتها بزوجها كانت متوترة، حيث وصل به الأمر لربطها في أحد أسرة المنزل، وممارسة العلاقة الحميمية معها بالإجبار، ولجئت لأسرتها وحاولوا التفاهم معه دون نتيجة حتي قررت الانفصال عنه بعد أن هددته وهددت أسرتها بالانتحار”.