للشوارع تاريخها.. وللبيوت طعمها، والشوارع دائمًا ما تقف شاهدًا على مراحل مهمة من التاريخ، أحد هذه الشوارع هو درب الدار بقرية بهجورة في مدينة نجع حمادي شمالي محافظة قنا.
«درب الدار» هو أقدم شوارع القرية، وربما تعود التسمية بحسب الروايات المتواترة إلى فترة احتلال الدولة الرومانية لمصر، حيث سمي بهذا الاسم لأنه كان يضم دار الولاية، التي كانت بيت القاضي أو الناظر، وظلت هذه الدار هكذا حتي عهد قريب، وتاريخية الشارع جعلته يكون منبعًا للأساطير والقصص الشعبية عن الكنوز والآثار التي يذخر بها.
يقول الدكتور محمود عبد الوهاب، الباحث الأثرى بمنطقة أثار مصر العليا، أن تلك المنطقة كانت تشهد هنا محاكمة المذنبين إلي جانب إقامة الأعيان، حيث أن درب الدار أقدم شوارع قرية بهجورة، وتمتاز بالأبواب وأعتاب المنازل التي تكتسي بالنقوش الخشبية.
ويبدأ شارع درب الدار بعد منطقة السوق التي يتصدرها الجامع العتيق، ويحده من الجهة الأخرى أقدم كنائس بهجورة، كنيسة مارجرجس، وكان يضم بجوار دار الحكم، بيوت كبار البلدة والأعيان والتجار، ودارًا للمغتربين من أصحاب المهن المختلفة، ومثلها للمغتربات.
وقد تغيرت التركيبة السكانية لدرب الدار تبعًا لمرور الزمن، فبعد أن كان يضم الوجهاء والأعيان تحول إلى شارع التجار والوافدين منهم من خارج القرية، وهو الآن يحوي في معظم بيوته الموظفين، وبعض المشتغلين بالتجارة، إلي جانب احتوائه على أقدم كنيسة بها، وهي كنيسة مارجرجس التي تم تجديدها عام 1948 إلا أن تاريخ إنشائها يعود إلى أقدم من ذلك بكثير.
وعلى الرغم من أقدمية الشارع، إلا أن نسبة 99% من سكانه الأصليين هجروه إلى مناطق أخرى وأغلقوا منازلهم القديمة أو باعوها لسكان جدد، ويرجع هذا لضيق المساحات مقارنة بكثرة أعداد الأسر، فضلًا عن عدم تجديد مرافق الشارع من المياه والكهرباء.
نجع حمادي: مريم سمير