بتوقيت النجع
في ظل العد التنازلي لانطلاق انتخابات مجلس الشيوخ المرتقبة في أغسطس المقبل، بدأت بعض الأسماء الجديدة تتردد داخل الأوساط السياسية والشعبية بمحافظة قنا، ويأتي على رأسها اسم الدكتور محمود عنان، ابن مدينة فرشوط شمالي المحافظة، والذي تشير مصادر مقربة إلى نيّته الجادة خوض أولى تجاربه السياسية عبر بوابة مجلس الشيوخ.
ويُعد الدكتور محمود عنان طبيبًا بشريًا شابًا، يجمع بين الطموح المهني والرغبة في خدمة المجتمع من خلال العمل العام، ويعتمد في تحركاته المرتقبة على دعم واسع من عائلته في مدينة فرشوط، إلى جانب حضوره المهني والاجتماعي في مدينة نجع حمادي، حيث يمارس عمله الطبي منذ سنوات.
ورغم أن هذه التجربة ستكون الأولى له في معترك الانتخابات، إلا أن ترشحه المرتقب يطرح تساؤلات كثيرة حول قدرته على اختراق المعادلات الانتخابية المعقّدة، خاصة أن دائرة انتخابات مجلس الشيوخ أكثر اتساعًا من حيث النطاق الجغرافي وعدد الناخبين، مقارنة بانتخابات مجلس النواب.
لكن مصادر متابعة للشأن الانتخابي ترى أن ظهور وجوه شابة جديدة مثل محمود عنان، قد يضيف زخمًا مختلفًا للعملية الانتخابية، خصوصًا في ظل حالة التكرار التي شهدتها أسماء بعض المرشحين في الدورات السابقة.
ما قد يصب في صالح الدكتور عنان، هو كونه شابًا غير مرتبط بأي صراعات سياسية أو مصالح ضيقة، مما يمنحه مساحة أوسع للتحرك بمرونة، وبناء خطاب قريب من تطلعات الناخبين، الذين – وفق مراقبين – بدأوا يميلون نحو التجديد والبحث عن مرشحين خارج الصندوق التقليدي.
كما أن خلفيته الطبية قد تتيح له تقديم رؤية متخصصة في ملفات خدمية حساسة، وعلى رأسها قطاع الصحة العامة، الذي ما زال يشكّل أولوية في صعيد مصر.
اللافت أن محمود عنان لا يقتصر حضوره على دائرته العائلية في فرشوط فحسب، بل يمتد أيضًا إلى مدينة نجع حمادي التي يُعد أحد أطبائها المعروفين، وهو ما يمنحه ميزة إضافية على مستوى الانتشار الشعبي، قد تساعده في مخاطبة دوائر أوسع.
في النهاية، يبقى التحدي الأكبر أمام الدكتور محمود عنان هو قدرة الوجوه الشابة على اقتحام المعادلة السياسية الثقيلة لمجلس الشيوخ، التي تتطلب تحالفات قوية ورصيدًا واسعًا من العلاقات.
لكن، كما يرى البعض، فإن كل مفاجأة تبدأ بمحاولة جريئة.
فهل تكون مشاركة محمود عنان بداية لميلاد سياسي جديد في قنا؟ وهل ينجح الطبيب الشاب في تحقيق المستحيل من أول محاولة؟
جميعها أسئلة ستجيب عنها صناديق الاقتراع بعد أسابيع قليلة، لكن المؤشرات تقول إن المشهد هذه المرة قد لا يكون كالسابق.
