تصنع الأنامل الذهبية من مكونات الطبيعة نماذج بالغة الروعة والجمال، تعكس حرفة القائمين عليها في المجتمعات الصعيدية التي اعتادت الإستفادة من محيطها الجغرافي وميراثها العتيق. قنا
أشهر صانعي الأقفاص بـ قنا
٦٠ عاما قضاها احمد حسن محمد، ٧٠ عام ، الشهير بالجد “حمدي السراير” فى صناعة السراير من سعف النخل في قنا، تلك المهنة التي تعاني من صعوبات الظرف الإقتصادي الذي سببته الحداثة وأجهزت عليه جائحة كورونا المستجد.”.
كفاح مستمر:
لقمة العيش صعبة” يعبر الجد حمدي، بعبارته السابقة عن معاناته اليومية في البحث عن الرزق الذي يكفل له ولأسرته حياة كريمة، في رحلة يومية تبدأ مع شروق شمس النهار وتمتد إلى ساعات متأخرة من الليل.
هنا فى قرية الحلة التابعة لدائرة مركز قوص، جنوب محافظة قنا، يعيش الجد حمدى وزوجته، يعملان سويا فى صناعة الأقفاص والسراير والكراسى فى بيتهم البسيط القديم بالقرية.
الزوجة الصالحة:
يستيقظ صناع الأسرة وزوجته ” زينب”، في الصباح الباكر، يجلسان سويا في منزلهما البسيط لعمل الأقفاص والسراير من الجريد، لتدبير نفقات أولادهم البالغ عددهم ٥ أفراد.
يقول أحمد حسن محمد، أنه بدأ عمله وهو في التاسعة من عمره، مع والده صانع الأسرة والأقفاص، إلى أن أتقن المهنة وعلمها أولاده وزوجته، لافتا أنه لا يعرف عملا غيرها لكسب الرزق الحلال.
الصناعات الحديثة:
يضيف الصانع الماهر، أنه فى بداية عمله كانت هذه المهنة تحقق له مكاسب كثيرة بالمئات لتزايد الطلب عليها وعلى شراء السراير والاقفاص والكراسى، مشيرا أنه بعد انتشار المنتجات المصنوعة من البلاستيك لم تعد المهنة مربحة ولم يعد لها زبائنها كما كانت من قبل.
يشير الجد حمدي السرايري، إلى أن تقدمه في العمر وانتشار جائحة كورونا أثر سلبا على إنتاجه اليومي، قائلا:” مهنة السراير لم تعد تكفي العيش الحاف، ولكن الله لم يترك عباده”
توضح زينب حسين عيسى، التى تبلغ من العمر 65عاما، زوجة الجد حمدي، انها تساعد زوجها لتخطى مصاعب الحياة، فى دق القفاصة والسنابل وخرط الجريد من الخوص، بجانب خدمة البيت.
تكافل وكرامة:
تؤكد الزوجة المخلصة، أنها تقدمت بالاوراق المطلوبة لاستخراج معاش تكافل وكرامة، وكذلك بالمستندات المطلوبة قدمتها فلم تجد استجابة حتى الآن، مشيرة انها تعلمت من زوجها الاستقلالية فى الحياة والاعتماد على النفس القائم على العزة والكرامة.
يطلب الصانع الماهر وزوجته الصابرة، ضمهم إلى معاش تكافل وكرامة، حتى يتثنى لهم التغلب على ظروف الحياة، وتوفير لقمة عيش كريمة لهم في سنهم المتقدمة، وشيخوختهم التي لا ترحم.
نعمة الرضا:
لا تملك الأسرة البسيطة من حطام الدنيا سوى البيت القديم البسيط الذين يعيشون فيه، وشكر الله القائم على الإيمان الصادق ونعمة الرضا بكل ما يقضى الله به.
كتبت: سمر أحمداني
موضوعات متعلقة :
ستات الصعيد.. «سكينة» معمرة عمرها 106 عامًا تقهر كورونا في نجع حمادي