عندما مرض أحد مواطني نجع حمادي، لم يكن أمامه إلا الذهاب للعيادات الخاصة المنتشرة في جميع أنحاء المدينة والقرى، إذ كان يعلم أن المستشفى العام متوقف منذ 7 سنوات بسبب أعمال الإحلال والتجديد، لكن ما لم يكن يعلمه هذا المواطن الفقير هو أن الكشف في هذه العيادة الخاصة بلغ 300 جنيه، وهو مبلغ كبير عليه وعلى أهالي المدينة الذين لم يكن أمامهم إلا العيادات الخاصة في ظل توقف المستشفى العام.
“أصبح المواطن فريسة للعيادات الخاصة” هكذا يلخص أهالي نجع حمادي تجاربهم مع القطاع الخاص في الصحة، الذي بحسبهم أصبحت أسعاره في غير متناولهم، وتتراوح ما بين الـ150 والـ300 جنيه، وهو ما لا يطيقه المواطن محدود الدخل، معللين هذا الارتفاع، بعدم وجود ملاذ أو سبيل للمرضى منهم، إلا اللجوء إلى العيادات الخاصة، للكشف وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، ومنها الأشعة ومعامل التحاليل، بسبب الإحلال والتجديد القائم منذ 7 سنوات للمستشفى العام.
بيزنس مشبوه
المشكلة لم تقف عند المغالاة في أسعار الكشوفات والإعادة، بل طالت أيضا ووصلت لإجبار المريض على الذهاب إلى معامل ومراكز أشعة بعينها، لها تعامل مع الطبيب، مقابل الحصول على مقابل مادي وهدايا ورحلات داخلية وخارجية من هذه المعامل ومراكز الأشعة، نظير إرساله المريض لهم، وربما لا يكون المريض محتاجا كل هذه التحاليل والأشعة، ويُحمل المريض عبئًا فوق طاقته.
جانب آخر يشير إليه المواطنين، حيث إن العديد من الأطباء يقومون بكتابة أدوية بعينها إضافية على “الروشتة”، لإرضاء شركات ومندوبين الأدوية، نظير الحصول على هدايا أو رحلات، ولا ينظرون إلى حالة المريض المادية، متهمين الأطباء بأن كل ما يشغل بالهم هو الحصول على المال، إلا القليل منهم.
وأين المستشفى العام؟
وبالعودة لمستشفى نجع حمادي العام، فلا تزال الإنشاءات مستمرة حتي الأن، إذ أنها تم نقلها إلى مكان بعيد بقرية بهجورة منذ 7 سنوات، ووفق اللواء أشرف غريب الداودي، محافظ قنا، فإن المستشفى العام سيتم الانتهاء منها قبيل شهر يونيو المقبل لعام 2020 الجارى.