بتوقيت النجع
مشاركتنا الحقيقة في بناء الدولة ومحاربة الفساد تبدأ من ايماننا بقدرتنا علي تحقيق العدالة الاجتماعية التي دائمًا ما نحلم بها، بعدم الاستسلام، والتخلي عن الأوهام واعادة النظر والتدقيق في مساراتنا المختلفة، فلا يخفي على أحد التحديات التي مرت علي مصر والمصريين في السنوات الماضية تلك التحديات التي لم تكن لتمر لولا توحيد الصف الوطني خلف الدولة في مواجهة الارهاب مرة وفي مواجهة أنفسنا مرات ولكن لا يظن البعض ان معاركنا انتهت.
خرجنا من معركة الارهاب لنجاهد في معاركنا الاقتصادية وتحديات التنمية وصراعات الدولة الداخلية والخارجية وغيرها من التحديات التي دائمًا ما اثبتنا للعالم ان المصريين قادرين علي تخطيها، وإن كنت احسب نفسي علي جيل التغيير فأني لا أري اليوم بديلاً عن المشاركة واستكمال الطريق فها هي منصات الحوار تزداد يوما بعد يوم وها نحن نسمع صوت الأحزاب المعارضة داخل غرفتي البرلمان ونري انتخابات الحكم المحلي تلوح في الأفق من جديد.
وبالحديث عن مجالس الحكم المحلي التي لطالما حملناها عبء الفساد في الماضي بسبب اكتسائها بلون واحد علينا ألا ندع هذا السبب يتكرر مرة أخري، وهنا تأتي أهمية المشاركة في الحكم المحلي لكل المهتمين بالشأن العام ففي مجالس الحكم المحلي يكون الأحتكاك بمشاكل الناس وأجهزة الدولة المختلفة مباشرًة ما يجعلنا علي دراية بتفاصيل المشاكل من جميع الأوجه ويقربنا من ايجاد حلول منطقية وعملية في نفس الوقت.
ذلك كله يبعدنا عن المتاجرة بمشاكل الناس بشعارات مفرغة ويبعدنا عن الحق والهدف فنصبح سببًا في افساد الحياة السياسية، وإن كانت لي رسالة أحملها هنا فأود القول بأن مشاركتنا في الحياة السياسية ليست مرهونة بكوننا مرشحين لأحد المجالس التشريعية أو المجالس المحلية وانما يكفي ان نكون ناخبين نختار بعناية وثقة ودراية، فإن مشاركتنا اليوم هي سلاحنا وسلاح الدولة ضد الفساد في الغد.
