نجع حمادي: محمد شعبان
من قلب الصعيد، حيث التقاليد الراسخة، خرجت شابة قررت أن تكتب لنفسها سطرًا مختلفًا في كتاب النجاح. إسلام حراجي صادق، ابنة قرية الشاورية التابعة لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، أصبحت واحدة من أوائل مدربات الجمباز في المدينة، متحدية الصورة النمطية لدور المرأة الصعيدية، ومؤمنة بأن الشغف والعمل يصنعان الفارق.
لم يكن الجمباز حلمها الأول، لكن بداياتها داخل إحدى الحضانات شكّلت نقطة التحول. فبين الألعاب والأنشطة اليومية، وجدت إسلام شغفها بالرياضة، ومن هناك بدأت رحلتها التي جعلت من الجمباز أكثر من مجرد رياضة.. بل رسالة حياة.
التحقت بكلية التربية الرياضية بجامعة جنوب الوادي عام 2014، وهناك بدأت تتبلور رؤيتها المهنية، حيث حصلت على عدة دورات تدريبية متخصصة، من بينها الإسعافات الأولية، وإصابات الملاعب، والجمباز، والكيك بوكسينج، والدفاع عن النفس، وهو ما مكنها من صقل خبراتها في مجالات متعددة.
وعقب تخرجها عام 2017، بدأت العمل كمدربة لياقة بدنية للسيدات، قبل أن تتوسع في مجال التغذية وتحصل على ماجستير في التغذية العلاجية من جامعة عين شمس، إلى جانب تخصصها في تغذية الأطفال والرياضيين والحالات الخاصة.
بداية تدريب الجمباز كانت بخطوات متواضعة، مع ستة أطفال فقط، لكن الإصرار والثقة والدعم الأسري – خاصة من والدها – كان وقودًا لانطلاقتها، واليوم، تدرب إسلام أكثر من 100 طفل في مدينة نجع حمادي، ونجحت في تحقيق بطولات محلية داخل قنا وخارجها، وسط إشادة من أولياء الأمور بأسلوبها التربوي والمهني.
تحلم إسلام حراجي بإنشاء أول أكاديمية متخصصة لتعليم الجمباز في نجع حمادي، لتكون مركزًا احترافيًا لرعاية المواهب وتنمية قدراتهم، والمشاركة في البطولات الرسمية تحت مظلة الاتحاد المصري للجمباز.
قصة إسلام ليست فقط عن رياضة.. بل عن التحدي، والتمكين، والإيمان بأن النجاح في الصعيد لا يعرف جنسًا أو مكانًا، بل يحتاج فقط إلى حلم لا يتوقف.