حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة اليوم، الموافق 24 أكتوبر 2025م، ٢ جمادى الأولى ١٤٤٧هـ، بعنوان: «البيئة هي الرحم الثاني والأم الكبرى»، لتؤكد من خلالها على أهمية الحفاظ على البيئة ومظاهر الجمال في الكون، وضرورة الوعي بخطورة الإفساد والتلوث البيئي، وأن رعاية البيئة جزء من الإيمان وعبادة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.
نص الخطبة :
الحمدُ للهِ الذي خلقَ فسوّى، والذي قدّرَ فهدَى، والذي أخرجَ المرْعَى فجعلهُ غثاءً أحْوَى…
وتحدثت الخطبة عن أن البيئةَ هي كتابُ اللهِ المنظورُ، الذي تتجلى فيه قدرةُ الخالقِ وجمالُ صنعِه، وأن الحفاظَ عليها ليس مجرد شعاراتٍ تُرفعُ أو فعالياتٍ تُعقدُ، بل عبادةٌ وسلوكٌ يعكسُ وعيَ الإنسانِ بدورِه في عمارة الأرض، مستشهدةً بقولِ الله تعالى:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ﴾.
كما أبرزت الخطبة الأحاديث النبوية التي تُرسي مفاهيم الاستدامة البيئية مثل قوله ﷺ: «ما من مسلمٍ يغرسُ غرسًا أو يزرعُ زرعًا فيأكلَ منهُ إنسانٌ أو طيرٌ أو بهيمةٌ إلا كانَ لهُ بهِ صدقةٌ»، مشيرةً إلى أن الإصلاحَ البيئيَّ والتعميرَ من أعظم القربات إلى الله.
وأشارت الخطبة إلى القاعدة النبوية: «إماطة الأذى عن الطريق صدقةٌ»، معتبرةً أن النظافةَ ليست مجرد سلوكٍ دنيوي، بل عبادةٌ تعبّر عن رقيٍّ حضاريٍّ ونظرةٍ إيمانيةٍ للجمال. كما أكدت أن الإسلام سبق العالم في وضع ميثاقٍ بيئيٍّ شاملٍ يدعو إلى حماية الكائنات، والمحافظة على النبات والحيوان، وإعمار الأرض بالخير.
الخطبة الثانية:
تناولت الخطبة خطرَ العنف ضد الأطفال باعتباره ظاهرةً تهددُ سلامَ المجتمعِ، ووصفته بأنه “زلزالٌ أخلاقيٌّ” يُدمّر براءة الطفولة، مشيرةً إلى أن من لا يرحم لا يُرحم، وأن الإسلامَ جعلَ الرحمةَ بالأطفالِ مقياسًا للإيمان.
ودعت الخطبةُ الآباءَ والأمهاتَ إلى تربيةِ أبنائهم على الحبِّ والأمانِ، وحمايتِهم من مشاهدِ العنفِ والإيذاءِ الجسديِّ أو النفسيِّ، مستشهدةً بقولِ الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾.
كما وجهت رسالةً إلى المعلمينَ والمعلماتِ بضرورة احتضانِ الأطفالِ بالرحمةِ، وتحويلِ المدرسةِ إلى بيئةٍ تربويةٍ آمنةٍ تُنمّي فيهم الثقةَ بالنفسِ والاحترامَ المتبادل.
واختتمت وزارة الأوقاف بأن هذه الخطبة تأتي في إطار خطة الوزارة لنشر الوعي البيئي والأخلاقي، وترسيخ قيم الرحمة والجمال في السلوك الإنساني، تأكيدًا على أن الدينَ الحقَّ هو دينُ البناءِ والإصلاحِ لا الفسادِ والإيذاءِ، وأن الحفاظَ على البيئةِ من صميمِ الإيمانِ باللهِ.
بتوقيت النجع