بتوقيت النجع
فتاة بسيطة المظهر، خمرية اللون في بداية العقد الثالث من العمر، قوية العزيمة وغير قابلة للكسر، تركت التعليم في المرحلة الإبتدائية وتحملت عبيء أسرتها المكونة من أبيها وأمها وشقيقها معلقين بثوبها، لديها شغف مختلف عن باقي الفتيات اللآتي يشغل بالهن عالم الموضة والميكياج والتنزه في النوادي وامتلاك أحدث الاجهزة الإليكترونية.
ليلي فتاة المقهي في نجع حمادي ، أحلامها البسيطة البريئة كقلبها الطيب ولديها شغف لإستكمال تعليمها برغم ضيق الحال تتمني أن تجد فارس أحلامها الذي يشد علي يديها ليعينها علي مشقة الطريق حيث يمتهن والدها مهنة بسيطة ويمتلك كشك أشبه بالمقهي البلدي في وسط السوق بمركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا.
ليلي حسن علام، البالغة من العمر 33 عامًا، المقيمة بمنطقة سوق الخضار بمركز نجع حمادي، التي تعمل في مقهي بلدي لمساعدة والدها منذ مايقرب من 6 سنوات متواصلة، وذلك لإعانة أسرتها على نفقات الحياة ومشقتها، وذلك على الرغم من مرضها، وإجراؤها لعملية القلب المفتوح قبل أن تخرج لتعمل في المقهي، فأصبحت قدوة، يقتدين بها الفتيات ممن في عمرها أو يصغرونها قليلاً، قائلةً:”الحمدلله على كل حال بس انا كان نفسي اتعلم وادخل المدرسة لكن محصلش بسبب ظروفنا المعيشية الصعبة”.
فتاة المقهي بنجع حمادى، التي لم تكمل تعليمها، أصيبت منذ سنوات بمرض القلب وأجرت عملية القلب المفتوح، لتمر بعدها ليالي طويلة، ومع تحسن أوضاعها الصحية قليلا تفاجأ الأب بها يومًا تطالبه بالنزول معه للمقهي، وذلك لتساعده بعدما ظهرت على ملامحه علامات التعب وتقدم العمر، فحاول مرارًا إثناءها عن طلبها ولكنه وجد نسخته الصعيدية متجسدة امامه ترفض الحراك، فوافق علي مضض، وظلت ليلي تعمل بالمقهي ليلاً ونهارًا حتي استطاعت مساعدة الأب في زواج شقيقاتها وسترهن.
واجهت ليلى العديد من الإنتقادات الحادة، بسبب كسرها للعادات والتقاليد الصعيدية خاصة بنجع حمادى والتي تعتبر خروج المرأة للعمل وصمة عار في جبين الرجال، لتعد ليلي أول إمراة صعيدية تعمل في مقهي بلدي وعلى الرغم من تواجد والدها الدائم معها بالقهوة إلا أنها مازالت تتلقي اللوم والعتاب من قبل الأهالي ومرتادي القهوة.
كتبت: هدي زين العابدين
موضوعات متعلقة :
