تطرح ظاهرة التحرش المنتشرة في الآونة الأخيرة علامات استفهام كثيرة حول تلك الظاهرة، التى باتت غريبة ومستحدثة على المجتمع المصرى عامًة والمجتمع الصعيدى بوجًه خاص، فما بين تعليقات أن ملابس الفتيات هي السبب وراء ذلك، ومابين التبرير بتدني مستوي الأخلاق لدي البعض.
تقول أنوار على، معلمة، من مركز أبوتشت شمال محافظة قنا، أن ظاهرة التحرش اللفظى هى الأكثر شيوعًا فى مراكز وقرى الصعيد، مع وجود بعض الحالات التى يعتدى فيها المتحرش على الفتاة اعتداءًا جسديًا، لذلك لابد من التصدى لهذه الظاهرة بكل ما تملك الفتاة من قوة، ولا تسمح لأى شخص بالتطاول عليها لا قولاً ولا فعلاً قائلةً” لو حد قالى لفظ خارج بالشارع أنا مش هسكت لأنه هيتمادى، ولو فكر بس يمد أيده أنا هكسرها وألم عليه الناس، عشان يتربى”.
وتابعت معلمة مركز أبوتشت، أن ملابس الفتاة ليست بالضرورة أن تكون الدافع الرئيسى لهذه الظاهرة، فهناك بعض الأشخاص الغير اسوياء قد يتعرضو لفتيات منتقبات، هؤلاء لا يفرقون بين الفتاة الملتزمة والغير ملتزمة بالزى الشرعى.
فيما ترفض أميرة محمود أن تتصدى للمتحرش مكتفية بإظهار غضبها ضده، حيث ترى أنها إذا تعرضت للتحرش سوف تفضل السكوت حتى لا يشهر بها، وقد تتعرض للتطاول قائلةً”لو اتعرضت لحاجة صغيرة الناس هتكبرها وهيضيفو حاجات محصلتش لذلك هسكت، وأظهر غضبى ضد المتحرش أقصى إجراء ممكن اخده”.
أعتبرها أختك.. دفاع الشارع
فيما يوضح محمود إبراهيم، بائع بمركز أبوتشت شمال محافظة قنا، أنه لا يرى التحرش اللفظى بكثرة فى قرى الصعيد على عكس المراكز والمدن، مبينًا أنه إذا تعرض لموقف باعتداء أحد الشباب على فتاة مارة بالشارع سوف يتصدى له وخاصةً إذا كانت الفتاة منزعجة قائلاً” لو لقيت حد بيعاكس والبنت متضايقة مش هسكت وهكلمه واقوله أعتبرها أختك وعيب اللى بتعمله، لكن لو البنت مش فارق معاها أنا هسكت مش هدخل نفسى بمشاكل”.
وذكر بائع مركز أبوتشت خلال حديثه لـ”بتوقيت النجع” أن الشباب دائمي التحرش يمثلون فئة معينة غير سوية الذين لا يفرقون بين فتاة ترتدى ملابس فضفاضة ومحتشمة، وأخرى ترتدى ملابس خارجة عن المألوف بصعيد مصر.
أما على عبد الرحيم، احد أهالي أبوتشت، يؤكد أنه لا يسمح بتجاوز أى شاب فى حق فتاة بالشارع، وأن الأساليب التى يستخدمها بعض الشباب الغير ملتزم أخلاقيا أصبحت فى ازدياد، لافتًا إلي أنه ليس من حق أى شخص التعدى على الآخر فالشارع للمرور وذهاب الأشخاص لقضاء مصالحهم وليس لسماع جمل سخيفة، ومضايقات للفتيات.
يوضح حسام عبدالحميد، محامى بدائرة مركز أبوتشت شمال محافظة قنا، أن عقوبة التحرش، يعاقب فيها المتحرش بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة لا تقل عن 3 آلاف جنيه ولا تزيد عن 5 آلاف جنيه، حسب المادة 3 مكرر فقرة”أ” يعاقب بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص سواء بايماءات أو إيحاءات جنسية سواء بالاشارة أو بالقول أو بالفعل.
أشار الأزهر الشريف فى بيان سابق له على صفحته الرسمية، أن التحرش إشارة ً أو لفظاً أو فعلاً هو تصرف محرم وسلوك منحرف يأثم فاعله شرعاً كما إنه فعل تأنف منه النفوس السوية وتترفع عنه وتجرمه كل القوانين والشرائع، وأكد الأزهر الشريف أن تجريم التحرش أو المتحرش يجب أن يكون مطلقاً ومجرداً من أى شرط أو سياق فتبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة يعبر عن فهم مغلوط لما فى التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها، فضلاً عما تؤدى إليه انتشار هذه الظاهرة المنكرة من فقدان الإحساس بالأمن والاعتداء على الأعراض والحرمات.