مع بدء العد التنازلي لانطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية لعام 2025، تتجه الأنظار من جديد نحو محافظة قنا، حيث تشهد الساحة السياسية حراكًا متزايدًا وتكهنات مبكرة، أبرزها ما تردد مؤخرًا عن عودة محتملة للنائب السابق سعد الخيام، ابن قبيلة الحميدات العريقة، إلى المنافسة الانتخابية.
ويبدو أن الرياح بدأت تهب في صالحه هذه المرة، فبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن سعد الخيام يدرس بجدية إعادة ترشحه، وسط ترحيب شعبي واسع ومؤشرات قوية على أنه سيكون أحد أبرز المنافسين على المقعد البرلماني.
يُذكر أن الخيام كان قد خاض السباق الانتخابي في دورة 2020، وحقق خلالها نتائج قوية جعلته قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالمقعد النيابي، إلا أن الحظ لم يحالفه في الأمتار الأخيرة.
ورغم ذلك، ظل اسمه حاضرًا في المشهد السياسي والاجتماعي، واحتفظ بقاعدته الشعبية، التي ترى فيه نموذجًا للسياسي القريب من المواطن.
بعيدًا عن السياسة، عُرف سعد الخيام بدوره البارز في حل النزاعات والخصومات الثأرية بين العائلات، وخاصة في المناطق الريفية والقبلية بقنا، حيث يُنظر إليه كشخصية توافقية تحظى باحترام القبائل والعائلات الكبرى، بما في ذلك خصومه السياسيين.
ولعل هذا الرصيد الاجتماعي والسياسي المزدوج، هو ما يدفع الكثيرين لوصفه بـ”الحصان الأسود” في الانتخابات المقبلة، لا سيّما أن دوره يتجاوز حدود المنافسة إلى بناء جسور من الثقة والتهدئة المجتمعية.
هل يشهد برلمان 2025 مفاجأة من قنا؟
في ظل غموض خريطة المرشحين حتى الآن، يبقى السؤال الأبرز:
هل يشهد برلمان 2025 مفاجأة سياسية بعودة سعد الخيام ونجاحه في اقتناص المقعد الذي اقترب منه في 2020؟
حتى اللحظة، لم يُصدر الخيام بيانًا رسميًا بشأن ترشحه، لكن الدوائر المقربة منه تشير إلى أن الإعلان بات قريبًا جدًا، وأن الحملة تجري تحضيراتها بهدوء خلف الكواليس.
ما يعزز من فرص الخيام في المنافسة مجددًا، هو الدعم الكبير الذي يحظى به من قبيلته “الحميدات”، بالإضافة إلى شبكة علاقاته الممتدة مع العديد من العائلات الأخرى في قنا، والتي تُعتبر مفتاحًا مهمًا في أي معركة انتخابية.
ختامًا، فإن عودة سعد الخيام المحتملة تضعه في دائرة الضوء من جديد، وتعد بإعادة رسم ملامح التنافس البرلماني في قنا، وسط مراقبة حذرة من خصومه، وترقب واسع من مؤيديه الذين يرون فيه الوجه القادر على تمثيلهم في مجلس النواب القادم.